8:10:45
قرن كامل من العمارة العراقية في موسوعة فريدة توفّرها مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث الاتفاق الكربلائية..اول صحيفة عربية غير رسمية في العراق  درس أخلاقي من الإمام الكاظم (ع) في النقد و إبداء الملاحظات ... محمد جواد الدمستاني أقدم طبيب في كربلاء: الدكتور عبد الرزاق عبد الغني الشريفي من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر المركز يقيم ورشة بعنوان: ستراتيجيات أمن الحشود في أثناء الزيارات المليونية.. زيارة الأربعين أنموذجاً استمرار الدورة الفقهية في المركز مقابر كربلاء - بعيون كربلائية الجزء الاول 2024 || Karbala Cemeteries - through Karbala eyes 2024 لقاء الدكتور المهندس احمد مكطوف خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الهيابي ..الواقعة التي هَزم فيها الكربلائيون جيوش العثمانيين ومدافعهم مركز كربلاء يعلن إصدار ثلاثة أجزاءٍ جديدة من كتاب (المنبر والدولة) النائب المهندس زهير الفتلاوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين النائب السيدة نفوذ حسين الموسوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين
اخبار عامة / أقلام الباحثين
07:28 AM | 2023-07-27 1294
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) بين الحقيقة والتشكيك.. أصحاب الحسين عليه السلام في كتب التاريخ.. حقيقة وبيان ..الحلقة الثانية عشر

الروايات التأريخية

آراء شاذة

بعد هذه الجولة البحثيّة، في أهم المصادر والمراجع التاريخيّة، وكتب المقاتل، وأكثرها وثوقًا، يتضح أنّ عدد أصحاب الإمام الحسين عليه السلام لم يتجاوز المئة وخمسة وأربعين، وإنّ اختلفت الروايات في العدد الدقيق، كما بيّنا، نظرًا لزمكانيّة الرواية، إلّا أنّ هناك رأيين:-

الرأي الأول: نقلها إلينا ابن حبّان (ت354هـ)، الذي عرف بتحامله على اهل البيت واتباعهم، جاء فيها: «سليمان بن صرد الخزاعيّ، أبو مطرف، له صحبة، وكان مع الحسين بن عليّ، فلمّا قُتل الحسين انفرد من عسكره تسعة آلاف نفس فيهم سليمان بن صرد، فلما خرج المختار لحق سليمان به، فقُتل مع المختار بن أبي عبيد بعين الوردة في رمضان سنة سبع وستين»وهذه الرواية موضوعة، واضحة للعيان في وضعها، والدليل على ذلك عدم وجود أي مصدر تاريخيّ يشير لحضور سليمان بن صرد في قتال يوم عاشوراء، بل لم يصل إلى كربلاء، ولم يلتحق بالإمام الحسين عليه السلام البتة.

ابن حبان في الميزان 

الحافظ المجود، شيخ خراسان، أبو حاتم، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد ابن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم التميمي الدارمي البستي، صاحب الكتب المشهورة. ولد سنة بضع وسبعين ومئتين. أفغاني المولد، فقد ولد سنة   بضع وسبعين ومئتين في مدينة قديمة كانت تعد من أعمال سجستان، وموقعها اليوم ضمن أفغانستان الحديثة، يقال لها: (بست)، من أجل مدن البلاد الجبلية في شرق سجستان، تقع على الضفة اليسرى للنهر الكبير هيلمند.

ان نزاهة الدار  قطني، واعتداله في الجرح والتعديل جعلت له المكانة المرموقة بين الحفاظ والنقاد فهذا الذهبي يقول في ترجمة محمد بن الفضل السدوسي، شيخ البخاري بعد أن نقل قولي ابن حبان الذي ضعفه، وقول الدار قطني الذي وثقه: (قلت: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي بمثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في علوم... ).

روى عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، ومحمد بن كعب. وعنه ابن المبارك والعقدي وعدة. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات الموضوعات. لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال. قلت: ابن حبان ربما قصب الثقة حتى كأنه لا يدرى ما يخرج من رأسه.

سويد بن عمرو الكلبي، أبو الوليد، كوفي. عن حماد بن سلمة، وشريك. وعنه ابن نمير، وابنا أبى شيبة. وثقه ابن معين، وغيره. وأما ابن حبان فأسرف واجترأ فقال: كان يقلب الأسانيد، ويضع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية.

وأما ابن حبان فإنه يقعقع كعادته، فقال فيه: يروى عن قوم ضعاف أشياء يدلسها عن الثقات، حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها، فلما كثر/ ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات، وحمل الناس عليه في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها بحال

وقال أبو عمرو بن الصلاح في «طبقات الشافعية»: غلط ابن حبان     الغلط الفاحش في تصرفاته.

وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري: سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبّان: هل رأيته قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كبير ولم يكن له كثير دين، قدم علينا فأنكر الحمد لله، فأخرجناه.قلت: إنكار الحمد وإثباته، مما لم يبتّ به نصّ، والكلام حكم فضول، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والإيمان بأنّ الله تعالى ليس كمثله شيء من قواعد العقائد، وكذلك الإيمان بأن الله بائن من خلقه، متميزة ذاته المقدسة من ذوات مخلوقاته.

وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبد الصمد محمد بن محمد سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبّان قوله: النبوة: العلم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. وسمعت غيره يقول: لذلك أخرج إلى سمرقند.

الرأي الثاني: لقبطي مصري (أبي شاكر بطرس المعروف بأبن الراهب) والذي ادعى فيها أن من قتل مع الحسين (تسعة الآف فارس). الرواية ساقطة عن الاعتبار من جهات عدة أهمها أن المؤلف ذكر أنّ الإمام الحسين قتل أيام معاوية بن أبي سفيان وفي الصفحة التي بعدها ذكر أنه قتل على عهد يزيد مما يدلل على عدم دقة الباحث في النقل فضلًا عن أن ابن الراهب لم يبين مستنده في عدد المستشهدين مع الإمام الحسين عليه السلام ، وبما أن الرواية لا تنسجم مع الواقع التاريخي والروايات المنقولة بخصوص الأعداد؛ لذا تعد هذه الرواية من الشواذ مما يضعها في مصاف الروايات الساقطة عن الاعتبار.

ويبدو أنّ هاتين الروايتين اللتان تعكّز عليهما هؤلاء المدّعون للعلميّة التي لايضاهيهم بها احد بأحداث النهضة الحسينيّة، وتشويهها، والطعن بمظلوميّة الإمام الحسين الأولى لشخص ذهب اهل الجرح والتعديل بعدم وثاقته كما بينا. والثانية لنصراني لم يذكر فيها مصدره الذي أخذ منه فادّعوا أنّ أصحاب الإمام يوم الطفّ، كانوا آلافًا مؤلّفة.

فضلا عن إنّ ما ورد في هذا الكتاب هو مخل ومشوه قال محقق الكتاب صموئيل قزمان في عام 1751 م، قام إبراهيم الحَقِلَّاني (1605 - 1664م) المعروف في الغرب باسم Abraham Ecchellensis، بترجمة كتاب "التاريخ الشرقي" الى اللغة اللاتينية عن المخطوط "فاتيكان عربي 166" الذي يعود لعام 1307م، ونُسب هذا العمل إلى أبي شاكر بن الراهب، اعتقاداً أنه هو "كتاب التواريخ". وكانت هذه الترجمة سبباً في شهرة ابن الراهب بين علماء الغرب. أما الحقيقة فهي أن كتاب "التاريخ الشرقي" ما هو إلا اختصارٌ مُخلٌ ومُشوهٌ للأبواب 48 - 50 من "كتاب التواريخ" قام به مجهول بعد عامين من انتهاء ابن الراهب من تأليف "كتاب التواريخ".

 

الأستاذ عبد الأمير القرشي

باحث إسلامي

Facebook Facebook Twitter Whatsapp