07:59 AM | 2020-10-20
1715
في الجزء الأخير من الإستطلاع الخاص حول كيفية إستثمار المخرجات الإيجابية لزيارة الأربعين المباركة لصالح العراقيين خصوصاً والمسلمين عموماً من وجهة نظر المثقفين والأكاديميين والكتاب المبدعين، وكيفية استثمار هذه المناسبة السنوية الكبرى لصالح العراقيين والمسلمين، قالت الإعلامية التربوية "آمنة علي":
تجدِّدُ القلوب قبل الخطى وفاءها للحسين "عليه السلام" وتؤكد عبر الشعائر الحسينية كالسيل. تتجه نحو قبلة واحدة، كربلاء، رغم كل الظروف التي مرّت عبر عقود والتي تمرّ الآن في ظل جائحة وبائية عطلت أنحاء العالم الحيوية والمتقدمة حتى بات العالم وكأنّه في سبات غير مسبوق. لكن عندما وصل الأمر الى محرم. الحسين "عليه السلام" وأهل بيته. هنا عذراً تتوقف عنده اي مسميات كونية وبشرية. لأنه الحسين وكفى.
هذه الخطى وتلك المشاهد والمشاعر وكل شيء في تلك المسيرة الخالدة. ما هي إلا استيعاب لأهداف ثورة الحسين التي تصب في محتويين ديني واجتماعي. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومواجهة الظلم والثأر لكرامة الإنسان والإنسانية لا فرق. نعم لقد كانت أهداف أبي الشهداء تصب في إنقاذ البشرية من براثن الذل والظلم وترويضه على التعايش بسلام ووحدة. وكفى بأرض العراق فخراً أن توسد فيها قبر الحسين ع وآل بيته وأصحابه. نشهد في كل عام تلك المشاهد النموذجية في توحيد البشر نحو قضية واحدة وهتاف واحد وهدف إنساني واحد. وكأنّ ذلك الطريق جنة تجسدت في أيام معدودات. جميعها استنبطت من ثورة الحسين ع وقائدة الإعلام الحسيني من بعده السيدة زينب ع. هنا دور القائد والريادة للمرأة في استمرار تلك الأهداف السامية لحفظ كرامة الإنسان ورفض الظلم".
أما الشاعر العراقي المغترب "حسن النصار" فقال:
"أنا أعتقد أنّ توحيد للصفّ وهو انتماء واعٍ بطريقة اللاوعي، والشيعة باعتقادي أكثر فكر إسلامي متفرق كحبّات المسبحة المتناثرة، يجمعهم خيط الانتماء للإمام الحسين (عليهِ السلام )...
رغم أنّها شعيرة مستحبّة لكنّني أظّنها أقرب إلى الوجوب الروحي.
الوطن العراق لم يستثمر شيئاً مطلقاً لصالح الشعب، وإلّا السياحة الدينية ممكن أن تدرّ على البلد كالسعودية التي تحصل ما يقارب سنويا عشرة مليارات من العملة الصعبة (الدولار).
اعتقاداً أيضا لا المؤسسة الحكومية ولا المؤسسة الدينة استطاعوا ولو بنسبة بسيطة من استثمار هذا الحدث العظيم".
وجاء في إجابة الكاتبة والإعلامية "نجاح الجيزاني":
"قيل: (إن الحسين عليه السلام لا يقاس بالثوار بل بالأنبياء، ولا تقاس كربلاء بالمدن بل بالسماوات، ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون). ولأن الاربعينية هي الحدث المتمم لعاشوراء فإن لها مخرجات عديدة تلقي بظلالها على ساحة الاحداث.
الشعب العراقي اثبت وبكل فخر انه يسير على خطا الاجداد في أداء الزيارة رغم التحديات والتهديدات. فمع وجود داعش بالأمس وكورونا اليوم لكنه يخرج بكل ثقله لإحياء المناسبة ولم يبالِ بهما.
كما ان الكوادر الطبية وهيئات الصحة لم تدخر جهداً في تعفير الزائرين والاماكن وتوزيع المستلزمات الطبية كالكمامات ومواد التعقيم.
وبرغم نجاح كل الزيارات في السنوات السابقة إلا أنها مازالت تواجه تحديات كثيرة على جميع المستويات اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، غير أنَّ الجموع المليونية وفي كل زيارة تذوّب هذه التحديات أمام هذا الزحف المليوني الذي تنتهي فيه كل الفوارق الطبقية والعرقية أمام الهدف الأسمى.
لقد أدّت زيارة الأربعين وظيفتها الأساسية وهي المحافظة على التواصل وتجديد العهد بين المسلمين وسيد الثائرين.
إن لزيارة الأربعين دوراً مهماً في تحريك الجماهير نحو الأهداف السامية التي مثَّلها الإمام الحسين (عليه السلام) وثار من أجلها وهي قيم الإيمان والحرية والعدالة والإنسانية، لذلك نحن نحتاج إلى أن تكون الزيارة عملاً ثقافياً توجيهياً لإرشاد الناس، واستثمار هذه العواطف الجياشة لتعريفهم الصفات الإنسانية للإمام الحسين عليه السلام في كل تفاصيل حياته، ومع ذلك نجد أن هناك تغييباً واضحا للسيرة العطرة قد يكون غير مقصود، والتركيز على واقعة الطف بكل تفاصيلها المأساوية المحزنة.
أما عن استثمار هذه المناسبة لصالح المسلمين عموما فأقول:
التأكيد على الدور الكبير لزيارة الأربعين في نشر المفاهيم والقيم الاسلامية السمحاء التي تأثرت كثيراً وخاصة بعد ظهور عصابات داعش، عبر توزيع الكتيبات حول أهمية الزيارة وعظمة صاحب الثورة مع ترجمتها إلى العديد من اللغات. الاستثمار الجيد لزيارة الأربعين في التوعية الدينية العامة للمسلمين وخاصة الأجانب منهم بالتعريف بالإمام الحسين سيرة حياته، إمامته وليس فقط مقتله. استثمار زيارة الأربعين في محاربة الخرافات الدخيلة على الدين الإسلامي بصورة عامة. ومحاربة الظواهر المجتمعية مثل الفساد كونه ظاهرة متفشية.
أن نعيد صياغة علاقتنا بالسيرة الحسينية، ففي هذه السيرة من المفاهيم والأسس والمبادئ ما بوسعها أن توحدنا وتنتشلنا من واقعنا المزري والذي يعجّ بالتخلف والفساد وسرقة المال العام والذيلية والخضوع للأعداء والتفسخ الأخلاقي إلى واقع جديد نستطيع من خلاله اللحاق بمن سبقونا في التنمية والتقدم.
القيام بفعاليات غير تقليدية في يوم زيارة الأربعينية كبث محاضرات بكل اللغات حول سيرة الإمام الحسين، عبر قنوات التلفاز وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وبهذه الخطوة نكون قد نقلنا واقعة الطف من حدث محلي مذهبي إلى حدث عالمي إسلامي.
وتبقى الاربعينية مناسبة للتسامح والتقارب بين الشعوب... مناسبة لتوحيد الرؤى والخطاب الإسلامي المعتدل ومناسبة لإذابة الجليد المتراكم بين المذاهب والالتفاف على الطائفية المقيتة".
أما الشاعر القاص "أحمد طابور" فقد قال:
"نتعلم في الزيارة الأربعينية تطويع النفس، وذوبان التسلط الطبقي، والتكافل الاجتماعي، والشعور بأنك خارج الزمن، ولا تبالي بما يحدث في هذا الكون، ولذلك تعتبر هذه الشعيرة علاجاً نفسياً فعالاً للكبت والمرارة والفقر والتردي المجتمعي.