ذكرت صحيفة "هيرالد" الأسكتلندية أن أحد مواطني بلادها يطمح الى نقل المعاني والعبر الموجودة في زيارة أربعين الإمام الحسين "عليه السلام" للإستفادة منها في بلاده.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "المواطن الأسكتلندي (أميد فيرساتشي) كان قد شارك سابقاً في زيارة الأربعين المليونية بين النجف وكربلاء مشياً على الأقدام لمسافة (92) كيلو متراً في حرارة شديدة تصل إلى (42) درجة مئوية، إلا أن المشاركة في نفس الرحلة غير ممكنة هذا العام، فعزم بدلاً من ذلك، الى جلب ما يعادل هذا المسير إلى الأسكتلنديين خلال نفس يوم الأربعين من جل رفع مستوى الوعي والتقريب بين الناس والمجتمعات".
وأكّد التقرير إنه "مما لا شك فيه، هو الأهمية التاريخية والشخصية لزيارة الأربعين بين النجف وكربلاء للسيد (فيرساتشي) العضو في جمعية (أهل البيت الأسكتلندية)، والتي تختص بتلبية إحتياجات مجتمع أتباع آل البيت الأطهار في جميع أنحاء أسكوتلندا عبر شراكات مع مشاريع ثقافية واجتماعية ودينية".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن "فيرساتشي"، قوله في لقاء خاص، إن "مسيرة الأربعين تعود إلى العام (680 م)، حيث تتعلق بنهضة حفيد النبي محمد، الإمام الحسين (صلوات الله عليهما) لدعم الشعب المظلوم الذي طلب مساعدته، وكان متصدياً لتثبيت المعايير والفضائل الأخلاقية في ذلك الوقت، إلا أنه وللأسف، فقد تم الوقوف بوجهه، ليستشهد من أجل الإسلام وخير البشرية جمعاء"، مؤكداً إنه "بعد أربعة عشر قرناً، ما زلنا نكرر تلك الرحلة بين مدينتيّ النجف وكربلاء العراقيتيّن، حيث يجتمع في هذا الوقت ما يصل إلى (20) مليون شخص من جميع أنحاء العالم لإظهار آيات الإحترام والحداد على إستشهاد الإمام الحسين".
وتابع المواطن الأسكوتلندي، "لقد شاركت في المسيرة مشياً على الإقدام في أربعينية العام الماضي لما يزيد قليلاً عن (18) ساعة بين كربلاء والنجف في درجة حرارة (42) مئوية، وكان الأمر تحدياً هائلاً ولكن تصميمي كان قوياً"، مشيراً الى أنه قد وصل الى كربلاء في منتصف الليل، حيث كان لديه أصدقاء ينتظرونه ويدعمونه خلال المسير، وفيما كان الكثير من الزائرين يأخذون وقتهم في المشي على مدى ثلاثة إلى خمسة أيام ويقيمون في المواكب للراحة والإستعداد للمرحلة التالية من رحلتهم، إلا أنه فعل ذلك دفعةً واحدة".
وأضاف "فيرساتشي" أنه "بالنظر لعدم القدرة على المشاركة في مسيرة الأربعين في العراق لهذا العام، فقد فكرنا في ما يمكننا فعله وبدلاً من السماح لهذا الأمر بالمرور هباءاً، لذا قررنا أن نعيد الكرّة مشياً على الأقدام لنفس المسافة بين مدينتيّ (بيزلي) و(غلاسكو)، حيث مررنا بعدة توقفات على طول الطريق لإستقبال المرحبين بنا والتابعين لعدة مجموعات مجتمعية ومشاريع لدينا فعاليات مشتركة معها"، مبيناً أنه سيجعل من نجعل من هذه المسيرة متعددة الأديان بدءاً من كنيسة "بايزلي آبي"، ثم إلى كاتدرائية "ساينت مارين آرسي" مروراً بكاتدرائية "ساينت ماري إيبيسكوبال" و كاتدرائية "ساينت أندرو"، وإنتهاءاً بكاتدرائية "غلاسكو" في شارع "هاي ستريت"، فضلاً عن مروره بمجمع "آيبروكس" الرياضي، حيث سيستقبله رؤساء مؤسسة "رينجرز" الخيرية، فيما تلقّى في الوقت ذاته رسالة دعم من نادي "سلتيك" الرياضي الشهير أيضاً.
وأكّد صاحب المشروع في ختام اللقاء، إن "هذه المسيرة الأولى من نوعها في أسكوتلندا، ستكون من أجل السلام والوئام وإدماج جميع مجتمعاتنا، حيث نطمح وبشرف كبير الى مشاركتها هنا بغرض نشر الوعي حول فضائل الإمام الحسين المذهلة وتضحيته القصوى".