بقلم (يوسف الراشد)
منذ عدة أيام بدأ الماراثون المليوني يشقّ مئات المسافات مبتدأً من أقصى نقطة في جنوب العراق من مدينة الفاو الحدودية ليجدد العهد مع سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" شيباً وشباباً وأطفالاً ونساءً تاركين الديار والأموال والأحبة في زيارة الاربعين.
وكعادة المواطنين فهم وقفوا على جانبي الطريق صفوفاً يستقبلون المشاية وقد فتحوا بيوتهم للمبيت وقدموا الماء والطعام وهم يتسابقون لتقديم الضيافة والكرم ولم يمنعهم او يخيفهم انتشار هذا الوباء "كورونا".
وقد استنفرت بعض المحافظات العراقية وهيأت جميع القطعات من الشرطة والجيش والدفاع المدني والاستخبارات والأمن الوطني والحشد الشعبي والمتطوعين، لتعمل بتنسيق عالي لإنجاح مفردات الخطة التي وضعتها القيادة
الأمنية في المحافظة، كما وتم التنسيق والتعاون مع دوائر الصحة والدوائر الخدمية في المحافظات وهيئة المواكب الحسينية في تطبيق هذه الخطة.
أما مدينة كربلاء المقدسة، فهي الأخرى قد أعدّت خطةً أمنية محكمة، حيث تشهد المناطق الحدودية الممتدة بين محافظتي كربلاء والانبار تعزيزات أمنية مكثفة استعداد لتأمين الزيارة، وقامت القطعات العسكرية بجولة إستطلاع لمناطق غرب بحيرة الرزازة لتعزيز الجهد الأمني ولتأمين المناطق الصحراوية والحدودية للمحافظة.
هذا وقد تم تأمين مساحة ما يقارب من 14 كم مربع في محيط بحيرة الرزازة وتجهيزها بالمعدات والاسلحة الى جانب نصب ابراج مراقبة وكاميرات حرارية لمراقبة المناطق الصحراوية ومنع تسلل الارهابيين الى حدود كربلاء.
وهناك الالاف من الزائرين القادمين من دولة الكويت والجمهورية الاسلامية وهم يناشدون الرئاسات العراقية الثلاثة للسماح لهم وعبور الحدود البرية مشياً على الأقدام من منفذ سفوان والشلامجة والمحمرة وعبادان وباقي المنافذ الأخرى ويأكدون على امتلاكهم شهادة الفحص الصحي ضد وباء كورونا.
إذن علينا كسلطات صحية ورقابية وأمنية ان نحترز ونسعى جاهدين من اجل المحافظة على سلامة وصحة الزائرين ونقدم لهم الوقاية والارشادات الصحية والاهتمام بطعام الزائرين واماكن مبيتهم وفتح نوافذ الأماكن المغلقة والعناية بالمرافق الصحية، ولكن في نفس الوقت علينا ان لا نوقف او نمنع هذا الزحف المليوني وهذه الخدمة التي حبى الله بها العراق لأي سبب كان.
وكما وقف أهل العراق صفاً واحداً والحمد لله بإنجاح زيارة العاشر من المحرم، فعليهم اليوم مسؤولية مضاعفة لإنجاح زيارة الأربعين، وليبقى شعار اهل العراق ومحبي اهل البيت "خدمة زوار الحسين شرف لنا" ولا يضاهيه
اي شرف، وقد توجهت عيون الملايين وقلوب عشاق أهل البيت من جميع انحاء العالم صوب العراق يتمنون ان يحطوا الرحال ويؤدوا مراسيم زيارة أربعين الامام الحسين "عليه السلام" فهي من علامات المؤمن.