أصدر مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، كتاباً أدبياً فريداً يوثّق المرحلة الذهبية من التجربة الشعرية في مدينة كربلاء عنوان "كربلاء المقدسة في شعر شعرائها الأعلام (1980–2010م)".
ويمثل الإصدار الجديد الذي الفه الاستاذ "محمد عبد الرضا قاسم"، دراسةً فنية موضوعية تسبر أغوار الوجدان الكربلائي، وتكشف كيف تحوّلت كربلاء إلى أيقونة شعرية لا تغيب عن قلوب مبدعيها.
في هذا الكتاب، يرصد المؤلف اتجاهات الشعر الولائي في كربلاء خلال ثلاثة عقود حافلة بالأحداث والتحديات، مسلطاً الضوء على نخبة من أعلام شعراء المدينة الذين جعلوا من الحسين رايتهم، ومن كربلاء بوصلتهم، فجاءت قصائدهم تنبض بالعقيدة والانتماء والوفاء لرسالة آل محمد "صلوات الله عليهم أجمعين".
يتضمن الكتاب مقدمة تأريخية عن مكانة كربلاء في الوعي الإسلامي والشعري، مستشهداً بكلمات الإمام السجاد "عليه السلام" الذي قال إن "الله اتخذ أرض كربلاء حرما آمناً مباركاً قبل أن يخلق أرض الكعبة..."، لينتقل منه إلى تحليل الخصائص الفنية التي اتسم بها الشعر الكربلائي خلال تلك الحقبة، من الصور البلاغية والرمزية، إلى الإيقاع والموقف السياسي والديني، في شعرٍ يتماهى مع الوجدان الشعبي والرسالة الفكرية.
ويُعد الإصدار الجديد إضافة نوعية إلى مكتبة الأدب الحسيني، وسنداً علمياً للباحثين في الدراسات الأدبية والموروث الولائي، كما يسهم في صون الذاكرة الثقافية من الاندثار، وتجديد الوفاء لشعراء حفظوا كربلاء بالكلمات كما حفظها الشهداء بالدماء.