في قلب الزيف، ووسط موجات التضليل الأموي، حين رُوِّج لعاشوراء كعيد، ورفرفت رايات الفرح على جثث الشهداء، جاء صوت أهل البيت "عليهم السلام" حاسماً، قاطعاً، صاعقاً، بأن من صامه، حشره الله ممسوخ القلب، مع آل زياد.
هكذا نطق الإمام الصادق "عليه السلام"، ونقلها عن آبائه الطاهرين، في أحاديث صحيحة صاعقة، نسفت كل بدعة نسجها الطغاة.
ويروي الكليني عن الإمام الباقر "عليه السلام"، جواباً لا لبس فيه بأن الصوم في هذا اليوم لم يُعمل به إلا كبدعة من آل زياد لقتل الحسين، فيما يؤكد الإمام الصادق "عليه السلام" على الأمر ذاته، بالقول إن "ذاك يومٌ ما نزل به كتاب، ولا جرت به سُنّة، إلا سنة آل مرجانة لقتل الحسين".
كما سُئل الإمام عن من يصوم تاسوعاء وعاشوراء، فقال كلاماً يقشعر له البدن، إن "حظّه من ذلك اليوم، كحظ ابن مرجانة وآل زياد، فقيل: وما كان حظهم؟، قال: "النار… أعاذنا الله منها".
بل وأكثر من ذلك، فقد قال الإمام الصادق "عليه السلام": إن "من صامه أو تبرّك به، حشره الله ممسوخ القلب، مسخوطاً عليه، ومن أدخر فيه شيئاً، نزع الله منه البركة، وشاركه الشيطان في كل ما ملك".
وعن عبد الملك، قال سألت الإمام الصادق عن يوم تاسوعاء وعاشوراء، فقال: "تاسوعاء… حوصر فيه الحسين، واستُضعف، وعاشوراء… صُرع فيه الحسين، وصُرع أصحابه حوله… أفصومٌ يكون في ذلك اليوم؟! كلا ورب البيت الحرام…فهو يوم حزن ومصيبة لأهل السماء والأرض، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد!"
ويروي الإمام الرضا "عليه السلام"، في شهادة مفجعة: إن "ذاك صوم ابن مرجانة، وهو يومٌ صامه الأدعياء لقتل الحسين، وهو يوم يتشاءم به آل محمد، ويتبرك به آل زياد…".
ختاماً فإن آل أمية قد نذروا إن قُتل الحسين أن يتخذوا ذلك اليوم عيداً، يصومونه ويفرحون أولادهم، فصار سنة في آل أبي سفيان إلى اليوم.
المصدر: عبد الأمير عزيز القريشي، أصحاب الإمام الحسين بين الحقيقة والتشكيك – جدلية العدد، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2022، ص60-63.