في الرسالة التي بعث بها الامام الحسين الى اهل الكوفة وهو يخبرهم بقدومه اليهم جاء فيها من الحسين بن علي الى اخوانه من المؤمنين المسلمين سلام عليكم فإني احمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فأن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا، والطلب بحقنا فنسأل الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر

فعبارة حسن رأيكم واجتماع ملئكم توضح لنا اهتمام الحسين عليه السلام بموقف الأمة بثورته، فقد أنتظر طويلاً قبل قدومه إلى العراق حتى يبايع أهل الكوفة، وما ان وصل اليه خبر بيعتهم حتى قرر السفر إلى العراق، وفي هذا الموقف دلالة واضحة على اعتبار الامام الحسين عليه السلام للأمة كعنصر مهم من عناصر ثورته ويرتبط هذا العنصر من جهة بالمشروعية السياسية للثورة تلك التي تعرضها لنا صفقة البيعة، ولا بيعة الا بوجود الامة.

من هنا جاء اهتمام الامام الحسين عليه السلام بالأمة باعتبارها الهدف والوسيلة فمن ناحية نستطيع ان نعتبر رفع الظلم والحيف عن الأمة كأهداف الثورة الامام الحسين عليه السلام ولتحقيق هذا الهدف ولا بد من وسيلة والامة هي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف، والتحرك الذي قام به الامام الحسين عليه السلام نحو الامة كان ضمن الفقرة الثانية فالأمة هي معين للطليعة التي بدونها لا يمكن القيام باية ثورة. فقد توجه الامام الحسين عليه السلام الى الامة لتحقيق هدفين في آن واحد

الهدف الأول توعيتها وتقوية شخصيتها لكي تتمكن من مواجهة الاعداء والهدف الثاني : هو كسب عناصر جديدة لجهاز الثورة وتكميل نواقص العنصر الثاني وهو الاصحاب.

المصدر / ثورة الامام الحسين ع / الدكتور محسن القزويني / ص ٢٧٥