تعد حرفة تصليح الساعات حرفة فنية وقديمة في كربلاء يحترفها بعض الأشخاص الذين توارثوها من آبائهم أو ممن يعملون معهم كأجراء، والساعاتي هو مصلح الساعات، ففي الثلاثينيات من القرن العشرين وما قبلها كانت سوق الساعاتية مركزاً رئيسياً لبيع وتصليح الساعات على اختلاف أنواعها وأحجامها:
١- ساعات اليد: وكانت من مناشىء مختلفة وأشهرها الساعات السويسرية ومنها : ساعات (لونجين) و (أوميكا) .
2- ساعات الجيب : كانت ساعات الجيب ذات الحجم الكبير نسبياً عن ساعات اليد وتثبت في سلسلة معدنية طولها (قدم) تقريباً من طرف السلسلة السائبة بعروة أو فتحة في ياقة الجاكيت وتوضع في جيب الجاكيت الأعلى الصغير. وهي ذات محرك ميكانيكي داخلي، يملأ نابضه (الزنبلك) بمفتاح يدوي دقيق يربط مع السلسلة المعدنية، وهي ذات أرقام لاتينية .
3- ساعات جدارية : وهي ساعات كبيرة نسبياً تعلق على الحائط ويملأ نابضها بالمفاتيح، في زمن لم تكن الساعات الكهربائية أو البطاريات الجافة موجودة .
وصانعو الساعات عموما لا يعملون إلا على الساعات مباشرة، والمهارات والأدوات المطلوبة تختلف من صانع إلى آخر، ويكفي أن صناعة الساعات هي حقل منفصل واسع تختلف فيه أطرافه عن بعضها البعض ومن الصعب جداً أن تتم معالجة الساعة من قبل صانع وحريف آخر غير الذي صنع الساعة الأصلية، وتعد حرفة الساعاتي كباقي الحرف المتوارثة من الأجداد إلى الآباء، على الرغم من عزوف الكثيرين من أبناء الجيل الحالي عن لبس الساعات والاقتصار على الهواتف والأجهزة الذكية، الا ان الحرفة باقية ولو بشيء قليل في الأسواق الكربلائية.
توجد في مدينة كربلاء كغيرها من المدن هذه الحرفة التي تشارف على الاندثار، ولعل من أبرز الذين لا يزالون يمارسونها في المدينة محمد مهدي أبو صلاح صاحب معرض صلاح للساعات، سید نوري، سيد عباس أبو مؤيد وسيد أياد، كل هؤلاء تقع محالهم في شارع علي الأكبر (عليه السلام)، وقد تكون هذه الحرفة متوارثة في العائلة الواحدة، ويكون في المحل عدد من الصناع لا يتجاوز عاملين، ويمكن عدّها أنها حرفة تكافح من أجل البقاء بسبب التطور السريع في المجتمع.
المصدر: الحرف والصناعات اليدوية في كربلاء المقدسة، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2023، ص٢٧٧-٢٧٨.