عقد اجتماع في بغداد حضره عدد من الرجال الوطنيين والقادة السياسيين وعلماء الدين وفيه أبدى الزعيم الوطني جعفر أبو التمن استعداده لمدّ عشائر الفرات الأوسط ومشاركتهم في أي تحرك سياسي بعد أن أوضح سياسو الفرات الأوسط الذين أنابهم كلاً من الحاج عبد المحسن شلاش، والسيد هادي زوين حالة العراق المزرية في ظل الإحتلال للخروج بنتائج هدفها مصلحة العراق وأهله.
بعد هذا الاجتماع قرر جعفر أبو ألتمن السفر إلى كربلاء لحضور الاجتماع الثاني الذي سيعقد هناك لتوثيق التقارب في وجهات النظر السياسية بين سياسيي بغداد والفرات الأوسط، وتم الإجتماع بحضور محمد جواد صاحب الجواهر، والشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ عبد الرضا الشيخ راضي، والسيدين سعيد وحسين كمال الدين، والسيد محمد رضا الصافي، من النجف والسيد نور الياسري، والشيخ شعلان أبو الجون، والشيخ عبد الواحد الحاج سكر، ومجبل الفرعون، والسيد علوان الياسري، والسيد كاطع العوادي، وغيث الحركان، والسيد محسن أبو بطيخ، ورايح العطية، ومرزوك العواد، وشعلان الجبر، وعبادي الحسيني، وعبد السادة الحسيني، وهنين الحنون، وجدي المريّع، والسيد هادي الكوطر، والسيد هادي الزوين، وسرتيب المزهر الفرعون، إضافة إلى (أبو التمن)، وتم تداول الأوضاع المزرية التي يعيشها العراق تحت نير الإحتلال وتقرر في نهاية الاجتماع أن يذهب أربعة أشخاص من المجتمعين برفقة محمد جعفر أبو ألتمن إلى الاجتماع بالسيد محمد تقي الشيرازي في داره فتم ذلك، فاتقدت من دار الامام الشيرازي الجذوة الأولى للثورة وانطلقت منها صرخة الرفض بوجه الإحتلال وأصبحت تلك الدار مصدر رعب وقلق لأعظم دولة في العالم.
يقول فيليب ويلارد آيرلاند: (ويستبان بأن خطط الثورة كانت قد وضعت بصورة أكيدة في كربلاء في منتصف حزيران عندما كانت جماعات من الشيوخ والوجهاء هناك تؤدي (الزيارة)) (2) وبعد أن اجتمع الثوار والوطنيون مع الشيرازي في داره قصد الجميع الروضة الحسينية الطاهرة لتأدية الزيارة ومن خلالها عاهدوا الله ورسوله أمام ضريح الإمام الحسين على الإخلاص في العمل والتفاني في أداء الواجب الوطني.