كانت أكثر الجمعيات نشاطاً هي الجمعية الوطنية في كربلاء، وكانت تمتاز بالجرأة والفعالية الأمر الذي دفع الإنكليز إلى اعتقال عدد من أعضائها في (1 تموز1919)، وكان من بينهم عمر العلوان، وعبد الكريم العواد، وطليفح الحسون، ومحمد علي أبو الحب، والسيد محمد مهدي المولوي، والسيد محمد علي الطباطبائي، فأرسل الميرزا محمد تقي الشيرازي رسالة إلى (ولسن) يطلب منه إخلاء سبيلهم، فليس هناك ما يدعو إلى اعتقال أناس كل ما فعلوه أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة وبالطريقة السلمية، أما رد ولسن على الرسالة فكان مراوغاً فأثار حفيظة الشيرازي الذي صمم على السفر إلى إيران لإعلان الجهاد ضد الانكليز رداً على امتهان كرامة العراقيين والاستهانة بها.
كان هذا القرار الحكيم من قبل الميرزا الشيرازي قد أشعل في نفوس العراقيين روح الثورة والمجابهة، فبمجرد أن سمعوا بهذا الخبر وتداولته الأوساط العراقية حتى بدأت الرسائل العديدة تنهال على الشيرازي من الكاظمية والنجف تتضمّن عزم أصحابها على السفر معه لمجاهدة الانكليز من هناك، وكان من ضمن هذه الرسائل رسائل من السادة سعيد وحسين كمال الدين، ومحمد باقر الشبيبي، ومحمد الشيخ يوسف، وعبد الرضا السوداني، والسيد أحمد الصافي، والسيد سعد جريو.
ولما سمع ولسن بذلك تدارك الأمر وأطلق سراح المعتقلين وأعاد من نُفيَ منهم من أعضاء الجمعية، وبعث بمبلغ من المال بيد محمد حسين خان الكابولي إلى الشيرازي، إلا إن الشيرازي رفض قبول المال واعتبر ولسن ذلك تهدئة للوضع المتأزم في العراق، بينما اعتبره الوطنيون انتصاراً.