تحتضن مدينة كربلاء المقدسة الكثير من الاثار والمباني الإثارية والتاريخية والتراثية فضلاعن وجود مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام ومن بين تلك الآثار المهمة كنيسة الأقيصر الواقعة قرب ناحية عين التمر بمسافة (70) كم جنوب غرب مدينه كربلاء وعلى بعد (5) كم من حصن الاخيضر التاريخي المعروف.
نشأة هذه الكنيسة في القرن الخامس قبل الميلاد في وسط هذه المنطقة الصحراوية لتكون مركزاً لتعبدهم ولم يبق من هذه الكنيسة في الوقت الحاضر سوى أطلال تحت تأثير العواصف الرملية، لكن عدد من الاثارين العراقيين الذين مازالوا مصرين على مواجهة تحديات الزمن في انقاذ ما تبقى من الكنيسة التي تضم بطياتها الكثير من المعالم المسيحية المهمة لتلك الحقبة.
حيث صرح الدكتور المساعد (نبيل عبد الحسين راهي) الأستاذ في كلية الاثار جامعة الكوفة لأعلام مركز كربلاء للدراسات والبحوث قائلا:
كنيسة الاقيصرهي الاقدم في المشرق وأنها تعود الى القرن الخامس قبل الميلاد أي انها قبل الإسلام ب (120) عام تقريبا، حيث كانت تضم قبائل مسيحية متعددة عند انتشار الإسلام.
وأصبحت كربلاء على مر الأيام والتي تحتضن تربتها جسد الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام من اهم المواقع الإسلامية في العراق ومع تراجع المسيحيين في المنطقة باتت الرمال الواضحة تغطي الكنيسة حتى وصول البعثة العراقية للأثار التي قامت بإنقاذ هذه الكنيسة من الطمر سنة 1970 التي قادها السيد مظفر الشيخ قادر.
وأوضح الأستاذ نبيل عبد الحسين راهي لأعلام مركز كربلاء للدراسات والبحوث عن الأسس وجدران الكنيسة قائلا:
تتكون جدران الكنيسة من مزيج من الحجارة والطين والرماد المبنية بطريقة اشبه بالدفاعي حيث الشكل المستطيل بطول (75) متر وعرضها (15) متر ويبدو صحن الكنيسة واضحا.
واكد راهي ان قبلة الكنيسة متوجه نحو بيت المقدس
وكشفت التنقيبات عن وجود مدفن في قبو تحت الأرض وعُثرعلى مجموعة كبيرة من القبور التي تقسم لقسمين:
الأول: يعود الى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذين كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة.
والقسم الاخر لعامة المسيحيين ويبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20متر تقريبا حيث تكسا هذه القبور بالجص لتكون ذات مظهر جميل من الخارج. وكشفت البعثة ان اتجاه القبور باتجاه بيت المقدس ويبلغ عمق كل قبر أكثر من متر و(25) سم وطوله متر و(20) سم ويبلغ عرضه حوالي (60) سم.
وكشفت ان الكنسية محاطة بسور قد بُني من الطين ويتخلل ذلك السور أربعة أبراج، ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول وهو مقوس من الأعلى
وكشفت البعثة العراقية للأثار عن الكنيسة انها تزخر برسوم متعددة الاشكال للصليب، وكذلك توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية وسريانية تعود الى المسيحيين الأوائل.