كتب الدكتور هاشم جعفر قاسم في كتابه (سوق التجار الكبير .. شاهد لألف عام)، الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث، عن الباعة الجوالون الذين كانوا يجوبون بين أروقة سوق التجار الكبير من أجل تصريف بضائعهم وكسب لقمة العيش من عرق جبينهم وتعبهم الخاص.
قال الدكتور هاشم إن " سوق التجار الكبير عرف بالحركة التجارية للباعة المتجولين، والمتمثلة بعرض كل ما لديهم من بضاعة وعلى اختلاف أنواعها للبيع او للتبادل، وخاصة عند الزائرين عربا أو أجانب، حيث يأتي الزائر حاملا بضاعة معينه، وقد جلبها معه من بلاده ليعرضها للبيع، او يقايضها ببضاعة يعود بها معه إلى بلده، أو يعرض صناعات يدوية مكونة من مواد أولية بسيطة جدا ورخيصة الثمن، مثل صناعة المزهريات المصنوعة من الورق والجبس، وكذلك المروحيات الورقية (الفرارات)".
وأضاف إن " الكل يعمل من اجل الحصول على ربح حلال يعيل فيه نفسه وعائلته، كي تستمر عجلة الحياة، وبالتأكيد أن أكثر من يشتري من الباعة المتجولين هم أصحاب المحلات والزبائن الذين يتواجدون في السوق، وهم على قناعة بان أسعارها منافسة للبضائع الشبيه لها والمعروضة في السوق، أو لكونها نادرة الوجود لأنها قد جلبت من خارج البلد".
ويواصل الدكتور هاشم جعفر قاسم حيث قال " عندما يكتظ السوق بالزوار، وخاصة في المناسبات، نلاحظ اختفاء الباعة المتجولين وذلك لصعوبة الاختراق بسبب العربات التي تنقل البضائع المختلفة" مضيفاً، إنه "عند ذلك يعتبرون كعامل إزعاج ومضايقة، لذا تراهم يحتجبون من تلقاء أنفسهم، ليختاروا أماكن أخرى أفضل لتصريف بضاعتهم، فيتوزعون بين بداية السوق ونهايته".
أما العلاقة بين الباعة المتجولين والزبائن ذكر الدكتور " كانت الألفة قائمة بين هؤلاء الباعة المتجولين والمترددين على السوق في أكثر الأحيان وأصحاب المحلات، يتبادلون الفكاهة والعبارات التي تدعو إلى رفع معنويات كل منهم وتزيد بينهم المحبة والتعاون، وتساعدهم على الراحة النفسية التي يسببها العمل الشاق، وهو نابع من طبيعة المهنة التي يمارسونها".
يتبع....