بدأ الامام الحسين "عليه السلام" يهيئ للثورة ، فجمع الناس بمكة في موسم الحج ، وخطب فيهم يذكرهم بمقامه ، وينبههم من خطورة ما آلت اليه الأمور ، وكان ذلك قبل موت معاوية بسنتين .
وبعد ان بايع اهل الكوفة وغيرهم ، كتبوا الى الامام الحسين "عليه السلام" يدعونه للثورة لإنقاذ الامة ، في ذلك الحين عَلِمَ أبو سعيد الخدري بمكاتبه اهل الكوفة للحسين عليه السلام فتوجه اليه ، وقال له "انهم قوم لا وفاء لهم ولا ثبات و لا عزم على امر ولا صبر على سيف" .
توفي معاوية سنة ستين للهجرة في شهر رجب ، وكان قد أوصى الى يزيد ، انه قد هيأ له الحكم واخضع له الرقاب وأعلمه انه لن ينازعه على هذا الامر الا ثلاثة من قريش ، الحسين بن علي وعبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير .
استلم يزيد الحكم ، فأعلن الحرب على كل من لا يبايعه ، وكتب لواليه في المدينة "ابن الاشدق" "خذ بيعة الناس أخذاً شديداً لا رخصة فيه فمن يأبى فأضرب عنقه وابعث لي برأسه " ، فبعث والي المدينة الى الامام الحسين يطلب منه البيعة ، فرفض الامام وقرر الخروج من المدينة بأتجاه العراق .
المصدر : مالك مصطفى وهبي العاملي ، كربلاء تساؤولات وقضية ، دار الهادي ، ص 74-75