أكّد كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن النهضة الحسينية قد حققت نصراً عظيماً للبشرية جمعاء من خلال الانتصار لإنسانيتها المسلوبة، والدفاع عن حقوقها الضائعة وراء التمييز والطبقية.
وجاء في الكتاب الذي تم تأليفه من قبل سماحة الشيخ "ليث عبد الحسين العتابي"، إن "جيش الإمام الحسين رغم قلته، قد تجسدت فيه كل الإنسانية، فهو جيش الإنسانية جمعاء، وجيش التنوع الإنساني"، مضيفاً أن "عالمية النهضة الحسينية تمثلت من خلال تأثر الكثير من أهل الديانات الأخرى في العالم بالثورة الحسينية، حيث أن الشاهد على ذلك هو المقالات الواردة اوردناها في سياق هذا الكتاب إستشهاداً واستطراداً، كما تظهر عالميتها واضحةً من جانب آخر، ألا وهو عالمية الرسالة الإسلامية التي جاء بها النبي محمد (صلى الله عليه وآله)".
وأضاف مؤلف الكتاب، أن "من يريد اختزال النهضة الحسينية وحصرها بشعب معين أو طائفة معينة فهو مخطئ يحتاج إلى إعادة النظر في كل منظومته الفكرية والمعرفية"، مؤكداً إن "النهضة الحسينية هي قضية عالمية إنسانية شاملة لكل بني البشر، إذ أنها انطلقت وفق أهداف إنسانية بحتة هدفها تحرير الإنسانية جمعاء بما تحمله من أهداف وقيّم وتضحيات ونماذج مشرفة، فهي نهضة لكل بني الإنسان ولا تختص بفئة معينة من الناس، ولا بمكان معين من الأرض".
وتابع "العتابي"، إنها "نهضة قد إنطلقت من رحم الإنسان ومدافعةً عنه، لأنّ من أهم تعاليم الدين الإسلامي الحقيقي هو إرساء قيم الإنسانية، واحترام الإنسان، وصون كرامته، ورفض الاستعباد والإذلال والانقياد الأعمى للسلطة كائنة من كانت".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 14-15