في إطار جهود البحث والمتابعة التاريخية والجغرافية التي أجراها مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة لمراحل المسير المبارك للإمام الحسين "عليه السلام" إنطلاقاً من مكة المكرمة الى كربلاء المقدسة، فقد أورد المركز ضمن موسوعته الحضارية الشاملة لمدينة كربلاء ثالث المنازل التي شرفّها الإمام خلال هذا المسير والمسمى بـ "ذَات عرِق".
ومما جاء في المحور التأريخي للموسوعة عن هذا الموضع، أنه "حين سار الحسين وبلغ (ذات عرق) لقيه رجل من بني أسد يقال له (بشر بن غالب)، فقال له الحسين: (ممن الرجل؟)، قال: رجل من بني أسد، قال: (فمن أين اقبلت يا أخا بني أسد؟)، قال: من العراق، فقال:(كيف خلفت أهل العراق؟) قال: يا إبن بنت رسول الله... خلفت القلوب معك والسيوف مع بني أمية، فقال له الحسين: (صدقت يا أخا العرب، إن الله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد)، فقال الأسدي: يا إبن بنت رسول الله! أخبرني عن قول الله تعالى (يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم)، فقال الحسين (عليه السلام): (نعم يا أخا بني أسد هما إمامان: إمام هدى دعا الى هدى، وإمام ضلالة دعا الى ضلالة، فهدي من أجابه الى الجنة، ومن أجابه الى الضلالة دخل جهنم)".
ويذكر في شرح موضع "ذات عرق" وفق ما جاء بكتاب "معجم البلدان"، أنه "مهل أهل العراق، وهو الحد بني نجد وتهامة، وقيل جبل بطريق مكة ومنه ذات عرق، وعرق هو الجبل المشرف على ذات عرق، ومنها يقع الإحرام، وهي كثيرة الماء، وبينها وبين الغمرة ستة وعشرون ميلاً".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التأريخ الإسلامي، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 45.