وصف تقرير بريطاني عام 1918 إدارة التعليم العثماني في العراق عشية الاحتلال البريطاني انها يغلب عليها الطابع الديني، لها مدير معارف في كل ولاية وله ملاك تفتيش وأنظمة ومناهج وعدد غير قليل من المدارس، ولكن اهملت اللغة العربية وطغت اللغة التركية.
ومن جهة ثانية وصف الكوادر التعليمية في الأعم الأغلب بأنهم ذوي خلق سيء ومعرفة قليلة ورواتب ضئيلة، كما ان عددا منهم التحق في سنوات الحرب بالخدمة الاجبارية وتضاءلت اعداد التلاميذ إلى النصف، كما ان نصف المدارس اغلق لقلة المعلمين والتلاميذ.
وفي أيلول 1918 تشكل قسم للتعليم لوضع أسس تعليم اولي وابتدائي رصين في انحاء العراق وتكون لغة التعليم العربية وإدخال الإنكليزية بدلا من التركية وسيلة للتدريس وحتى عام 1918 م، لم تكن هناك مدرسة خاصة بالبنات، وان اول مدرسة إسلامية خاصة بالبنات افتتحت بعد الاحتلال أنشئت بناءاً على طلب أهالي كربلاء، وهذا ما تضمنه تقرير الكابتن "إيج. أي. بومن"، مدير التعليم، قدمه في 20 كانون الثاني 1919م.
وكانت في كربلاء عام1918م مدرسة كربلاء للبنين وهي مدرسة أولية للبنين، وهي رسمية، افتتحت عام 1918م وفيها خمسة معلمين وعدد تلاميذها (72)، وهذا يمثل معدل حضور التلاميذ وهناك مدرسة كربلاء للبنات وهي ايضاً أولية وحكومية افتتحت بنفس السنة وعدد المعلمات اثنتان ومعدل دوام التلميذات (52) تلميذة، علماً أن عدد المدارس في كانون الأول 1918م في كل العراق وصل إلى (47) مدرسة وعدد المعلمين (163) ومجموع التلاميذ (2802).
في بداية عام 1920 فتحت خمس مدارس للبنات في انحاء متفرقة من العراق كانت واحدة منها في كربلاء.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً فقد أصبحت في كربلاء أربعة مدارس، عدد طلابها (348) تلميذاً. وضم ملاك مدرسة كربلاء في (21 /12 /1921م) مدير وخمسة معلمين، اما مدرسة الاناث في كربلاء ففيها مديرة الست "فاطمة خانم" ومعلمة واحدة الست "وفية خانم"، كما اعيد افتتاح المدرسة الفارسية، التي تأسست عام 1908 والتي ضم ملاکها مدير المدرسة وستة معلمين وكانت المدارس بوضع سيء، حتى وصف وضعها أيام العثمانيين أفضل مما أصبحت عليه أيام الاحتلال البريطاني وضمت مناهج تلك المدارس مواد اللغة العربية واللغة الإنكليزية والرياضيات والجغرافية والتاريخ والتربية الدينية.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص526-527.