أشار الرحالة ابن بطوطة عند زيارة مدينة كربلاء عام 726هـ/ 1325م الى وجود روضة مقدسة داخلها وعليها مدرسة عظيمة وزاوية كريمة، فيها الطعام للوارد والصادر".
فالمدرسة العظيمة التي أشار إليها هي جامع ومدرسة اللذين بناهما عمران شاهين البطائحي في سنة (369هـ-980م) الملاصقين الأبنية الروضة الحسينية وكانت أعداد متزايدة من طلاب العلماء ترتاد هذا الجامع الذي تحول إلى مدرسة علمية ودينية مهمة.
أكد بعض الكتاب على أنها "المدرسة العضدية التي كانت ملاصقة للصحن الحسيني والأخرى القريبة منها".
إن المدرسة تشمل الروضة الحسينية نفسها، حيث إن جميع أواوين الصحن الشريف كانت عبارة عن مواقع لإجراء البحث والدراسة من قبل طلاب العلوم الدينية وتواجد العلماء بينهم على شكل حلقات للدرس والمناقشة، أما الزاوية التي قصدها "ابن بطوطة" في كربلاء فقد أكد البعض على أنها "دار الضيافة" التي كانت في الزاوية الجنوبية الشرقية من الصحن الحسيني، وكان يقدم فيها الطعام للزائرين والفقراء معاً، بينما أشار البعض الآخر على أنها "دار السيادة" التي أقامها السلطان "محمود غازان خان" وجعلها وقفا على الفقراء والمساكين.
على الرغم من عدم اتفاق المؤرخين حتى هذا الوقت على المقصود بهذه المدرسة وموقعها بالضبط إلا أن هناك إجماعاً على ازدهار الحركة والنهضة العلمية في كربلاء خلال القرن الثامن الهجري.
المصدر / موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج٥، ص ٢٦-٢٧.