كان الوافدون الاجانب يؤلفون أكثر من ۲۷٪ من مجموع سكان مدينة كربلاء المقدسة عام 1947م، انخفضت النسبة الى أكثر من 11% في عام 1957م وارتفعت إلى أقل من ۱۳٪ في عام 1965م.
وتشكل الجالية الايرانية أكبر نسبة وافدة لا تقل عن اربعة اخماس مجموع الوافدين في التعدادات الثلاثة. ولكن بعد عام 1965م تناقص عدد الوافدين لحصر المهن بأيدي العراقيين، مع زيادة أعداد الجالية العربية.
کان میزان الهجرة (الهجرة الصافية) في غير صالح المدينة عام 1957م، وفي عام 1965 م كان في صالحها واغلبهم يأتي من المحافظات الوسطى التي تحتل المرتبة الأولى في عدد الوافدين اليها في التعدادات الثلاثة (1947،1957،1965م)، تليها المحافظات الجنوبية ثم الشمالية وذلك لعامل المسافة وسهولة النقل. وتتخذ هذه المحافظات الترتيب نفسه في الهجرة المغادرة إلى خارجها في التعدادات ذاتها وبالتابع.
وخلال المدة 1965م-2006م استمرت مدينة كربلاء المقدسة جاذبة للسكان ويظهر ذلك خلال حراك السكان بين الأحياء السكنية وتنقلهم من مكان لآخر حيث كان حيا المعلمين والثورة من أكبر الأحياء جذبا للسكان من بقية الأحياء اذ كان الفرق الموجب شاسعا بين سكان الحيين عامي1965م و2006م.
أما معدل الهجرة الصافية السالبة فكانت محلات باب الحان وباب الطاق وباب السلالمة وباب بغداد من أكبر المحلات التي خسرت جزءا من سكانها لصالح الأحياء الأخرى.
اتضح مما تقدم ارتفاع عدد أحياء مدينة كربلاء المقدسة بين عامي 1965م و۲۰۰۹م من ۱۳ حيا الى 57 حيا حيث ظهر 44 حياً جديداً لم يكن لها وجود في تعداد عام 1965م رافقها زيادة عدد السكان بمقدار خمسة أضعاف ونصف خلال المدة المذكورة.
وعند مقارنة ثمان محلات قديمة بخمسة أحياء جديدة كانت موجودة أبان المدة المشار اليها يظهر تقلص نسب سكان المحلات القديمة من حوالي ۸۱٪ إلى 60٪ من مجموع سكان المدينة. في حين تزايدت نسب الأحياء الجديدة من ۱۹٪ إلى 40.
مما يشير إلى رغبة السكان باستيطان الأحياء الجديدة ذات المساحات الواسعة والخدمات المتزايدة والأقل ضوضاء بعد أن ضاقت المدينة القديمة. وكانت أحياء الحسين والثورة والمعلمين الأكثر جذبا للسكان بينها محلات باب الخان، باب الطاق، باب السلامة والمخيم، وباب بغداد الأكثر طردا لسكانها. وأمكن تمييز ثلاثة مستويات في التوزيع لحجم السكان في مدينة كربلاء المقدسة ولكنها تتواجد في جميع مناطق المدينة، ولا يعتمد توزعها على قاعدة محددة وإنها حجم أعضاء الجهة التي وزعت أراضي المدينة هو الذي كان يتحکم في حجم سكان تلك المستويات.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الجغرافي، ج2، ص137-139.