كان لزيادة عدد العلماء بشكل كبير على الساحة العلمية في كربلاء الدافع نحو انشاء معاهد وحوزات دينية لتلبية مطالب الدارسين في المدينة وافساح المجال لتقديم نتائجهم العلمي والفكري في المدينة، اذ لم يتسع الحرمين الشريفين لأعداد العلماء والمفكرين في كربلاء آنذاك، فضلا عن الوافدين اليها من المراكز الأخرى ومن جميع القوميات كالفرس، والأفغان، والهنود، والأكراد، والأتراك، ومن جميع الأقطار الإسلامية.
ومن هنا سُمیت بعض المدارس بأساء دولهم واوطانهم، لذ فقد كثرت وازدهرت وانتشرت وشكلت معل) علمية وحضارية وثقافية للمدينة وإرثا خالدا يحق لكربلاء أن تفخر به، وقد وصفها الرحالة نيبور الألماني عندما زار حرم الحسين الله، وما يحيط به من معاهد ومدارس علمية، بقوله: "أن مجموع هذا الجامع العظيم يقع على مساحة كبيرة تحيط بها دور اهل العلم ورجال الدين من جهاتها الأربع".
وسنستعرض أهم هذه المدارس في تاريخ كربلاء والتي كانت في وقت من الأوقات تعج بطلاب العلم والشباب الواعي الذي كان حريصا على حضور حلقات الدروس العلمية للاستفادة من المواضيع الدينية والأدبية والفلسفية والفكرية التي كانت تطرح فيها.
ومن أبرز المدارس الدينية التي ظهرت في كربلاء ومارست نشاطها فيها بشكل فعال هي:
1- المدرسة العضدية الأولى: تأسست سنة 369هـ/980م
2- المدرسة العضدية الثانية: تأسست سنة 371هـ/982م
3- مدرسة السردار حسن خان: شدت سنة 1180هـ/1767م، من قبل السردار خان القزويني.
4- مدرسة السيد المجاهد: تأسست هذه المدرسة باسم الفقيه السيد محمد المجاهد 1242هـ/ 1826م بحدود سنة 1270هـ/1826م.
5- مدرسة الصدر الأعظم النوري: أنشأ هذه المدرسة المرجع الديني الكبير الشيخ عبد الحسين الطهراني المتوفي سنة (1286هـ/1869م.
وهناك العديد من المدارس التي نشأت ومارست نشاطها العلمي في كربلاء، منها المدرسة الزينية، والمدرسة الهندية الكبرى، ومدرسة البادکوبة، ومدرسه میرزا کریم الشيرازي، ومدرسة البقعة، والمدرسة السليمية، ومدرسة المهدية، والمدرسة الهندية الصغرى، ومدرسة ابن فهد الحلي، ومدرسة شريف العلماء، ومدرسة البروجردي حسن وغيرها).
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج4، ص54-55.