حرص سكان كربلاء على تعليم أبنائهم في وقت مبكر، بأرسالهم الى شخص تعليم الصبيان وجعلها مهنهً ورزقاً له، يطلق عليه لقب (الشيخ) أو (الخلفة)، اما البنات فيرسلن إلى (الملاية) لتعليم الأبناء القراءة والكتابة والحساب وحفظ سور من القران الكريم، وذلك لأعداد فئة مثقفة تسهم في بناء المجتمع الكربلائي.
منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر افتتح في كربلاء عدد من المدارس الدينية من قبل بعض الشخصيات المتنفذة والميسورة ومنها: مدرسة السر دار فهد القزويني والتي تأسست عام 1766م، والتي تخرج منها كبار العلماء والمفكرين، ومدرسة الصدر الأعظم النوري التي تأسست عام 1814م، ومدرسة المجاهد التي تأسست عام 1852م، ومدرسة الشيخ عبد الكريم الشيرازي التي تأسست عام 1867م، والمدرسة المهدية التي أسسها الشيخ جعفر كاشف الغطاء عام 1867م.
وبعد الاحتلال البريطاني افتتحت المدرسة الابتدائية عام 1918م بأربعة صفوف وسميت بمدرسة الحسين الابتدائية، ثم أغلقت اثناء ثورة العشرين، واعيد افتتاحها عام 1922م، وبعدها انتشر التعليم الحكومي الحديث الذي أسهم في نشر الوعي بين الناس، وتكوين طبقة جديدة من المتعلمين لا تدين بالولاء الا لقيم الحداثة والإصلاح والتجديد.
وعلى هذا الأساس خضع المجتمع الكربلائي الى صراع ذي ثلاث قوى هي قيم البداوة والعشيرة، وقيم الدين والمذهب ثم قيم الحداثة والمدينة، مما أدى الى تنوع ولاءات الكربلائيين، وجعلها تعيش حالة من الازدواجية في القيم والسلوك.
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج3، ص175-180