ولم تكتفي الدولة من التقصير في القضاء على الامية في أكثر المناطق العراقية وعدم التفاتها الى تعليم أبناء البلد بل انها كانت تفرق بين أبناء المدينة الواحدة فلم تكن تقبل أبناء المدن الشيعية من دينتي كربلاء والنجف المقدستين في مدارسها.
لم يكن الكتاتيب في كربلاء بنايات خاصه بها، وانما كانت تقوم في الغالب في ساحات الجوامع والمساجد، او في محلات او دكاكين ملاصقة للجوامع او مستقلة عنها في محلات صغيرة مشيدة لهذا الغرض قد تتسع لأكثر من عشرة اشخاص، او داخل الغرف في الصحنين الحسيني والعباسي الشريفين.
إثر الوضع الاقتصادي في كربلاء في التعليم وانتشاره في أوساط المجتمع والعلاقة بين الاقتصاد والتعليم كانت على مر العصور علاقة وثيقة وتأثيرها متبادل، فحينما يشهد مجتمع من المجتمعات ازدهاراً واقتصادياً وانتعاشاً في أحوال أفراد المعيشة يتبع ذلك تقدم التعليم والثقافة.
اذ لم تتعدى مهمة الكتاتيب في كربلاء سوى قراءة القران وتجويده وزيارة الامام الحسين (ع)، كما لم يكن هناك جدول للدروس او حتى منهج دراسي خاص او كتب معينة بل كانت خطة التعليم تبتكر من المعلم نفسه حسب كفاءته واستعداده العلمي.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، ج5، ص11-25