ان الحروب المدمرة التي خاضاها النظام البائد والتي زج فيها الشعب العراقي بشرائحه كافة كان لها اثاراً مدمرة على البنية الاجتماعية والاقتصادية للشعب العراقي وكانت حصة النظام التربوي من هذه الاثار الحجم الأكبر.
وضع النظام الصدامي أفكاره وما يؤمن به في المناهج الدراسية المقررة طيلة سنوات حكمة وفق برنامج ممنهج يبدأ برياض الأطفال مروراً بمراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وانتهاءً بالتعليم الجامعي.
استمرت وزارة التربية بتأكيد ما قامت به طيلة مدة السبعينات من التركيز على الجانب القومي واهمال الجانب الوطني فقررت عام 1982م إعادة النظر في الأهداف التربوية في ضوء معطيات ما يسمى بقادسية صدام، تمت صياغة اهدافاً جديدة للتربية والتعليم العراقي تسهم في بناء الانسان العراقي وق التوجهات التي وضعها سلطة النظام.
زاد عدد المتسربين من المدارس بسبب الأوضاع الاقتصادية التي عاشها الشعب، ولا ننسى الحروب التي شنها نظام البعث والسياسة الخاطئة التي يتبعها.
فقد شهدت مدينة كربلاء المقدسة اعداد كبيرة من المتسربين من المدارس حيث سجل في عام 1979-1980م (496) تلميذاً وتلميذة، وفي عام 1990-1991م ارتفعت الى (1318) تلميذ وتلميذة، كما انتشرت ظاهرة الرسوب بين طلبة المدارس في المدة ما بين عامي 1980-1990م وذلك للتخلص من الذهاب الى جبهات الحرب المدمرة، الظاهرة التي نتج عنها اثار سلبية بعيدة المدى.
برزت ظاهرة الرسوب في دروس معينة وفي الصفين الأخيرين أي الخامس والسادس لاسيما في مادتي الرياضيات واللغة الإنكليزية وتميزت نسب الرسوب للمراحل الابتدائية بظاهرة التذبذب اذ انخفضت هذه النسبة في المدة ما بين عامي 1975-1979م الى11% بعد ما كانت 20% في المدة ما بين 1971-1974م، ثم عادت الى الارتفاع في اثناء الحكم البعثي ما بين عامي 1981-1982م حيث بلغت 23%.
المصدر
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الحياة الفكرية، ج5، ص273-283