يعد جون او حوي مولى ابي ذر الغفاري ، من الشخصيات المهمة التي ر افقت الامام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة، وكان حضوره فاعلاً سيما قبيل المعركة ، وقد دل على عظيم إخلاصه لآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) قربه من الامام الحسين ودخوله معه في خيمته .
كان جون خبيراً بإصلاح بعض آلات الحرب كالسهام والسيوف ، وهذا ما ورد في رواية الامام زين العابدين عليه السلام ، إذ قال : (( إني جالس في تلك العشية التي قتل ابي صبيحتها، وعمتي زينب عندي تمرضني ، إذ اعتزل أبي أصحابه خباءٍ له، وعنده حوي ، مولى أبي ذر الغفاري، وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول :
يادهر أف لك من خليل ... كم لك بلإشراق والاصيل
ومما فيه دلالة عظمى على معرفة جون ذاك العبد الأسود بحق الامام الحسين عليه السلام حق المعرفة ، أن الامام قد سمح له بالانصراف ليسلم من القتل ، إلا أنه رفض ذلك قائلاً : (( يا بن رسول أنا في الرخاء الحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم، والله إن ريحي لمنتن وحسبي للئيم ولوني لأسود فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم )) .
عندها أذن الامام بالقتال ، فبرز وهو يرتجز :
كيف ترى الفجار ضرب الأسود..... بالمشرفي القاطع المهند
بالسيف صلنا عن نبي محمد ..... أذب عنه باللسان واليد
أرجو بذاك الفوز يوم المورد ...... من الاله الواحد الموحد
إذ لا شفيع عنده كأحمد
ثم حمل على القول فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله
يراجع : تاريخ الرسل والملوك للطبري،ج5 ، ص420 .
كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي،ج5، ص108 .
مثير الأحزان لابن نما الحلي ، ص47 .