لم يكتفي معاوية لعنه الله بالصلح مع الأمام الحسن عليه السلام بل حاول قتل الإمام والقضاء عليه فدس اليه السم ثلاث مرات وبالمرة الرابعة طلب معاوية سما قاتلا من ملك الروم واتصل معاوية بجعدة بنت الاشعث زوجة الإمام الحسن عليه السلام حيث وعدها معاوية ان يزوجها من ولده يزيد لعنه الله ان هي قتلت الإمام الحسن عليه السلام فلما ارتكبت جريمتها فغدر بها معاوية فطالبته بالوفاء بعهده لها فقال اني اخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة واذا كنتي لم تبالي بقتل ابن بنت رسول الله فهل تبالين بقتل ولدي والذي يحز به النفس، أن العامة بمجموع مشيختها أقرت بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الإمام الحسن عليه السلام سيد شباب أهل الجنة، وأنه من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، بل شرط مودتهم لقبول الأعمال، بصريح محكم القرآن.
كما أقروا أن معاوية بن أبي سفيان معلون رسول (ص) لعنه في مواطن مختلفة، وأنه كافر الجاهلية ومنافق الإسلام، والطليق إبن الطليق والصعلوك بنص النبي (ص) ، وإمام الفئة الباغية بتواتر الأخبار وتوارد الآثار.
ومع ذلك أصرت «العامة» على إمامة معاوية !! فنزعت يدها من إمامة سيد شباب أهل الجنة، رغم تواتر النبويات في أن مبغض أهل البيت كافرٌ مُخَلَّدٌ في النار. بل رغم إقرارها بأن معاوية كان من أشد الناس بغضاً لأهل البيت، وأنه قاتل أمير المؤمنين وسبه على المنابر وأجبر الناس على التبرء منه
ثم لم يكتف بذلك، فخرج على الإمام الحسن عليه السلام وتتبعه بكل وسيلة ليقتله حتى نال منه بالسم الفتاك، ورغم ذلك تخيرت العامة دين معاوية، فعزلت الإمام الحسن ، عليه السلام وآثرت الفتنة الأموية وكأن «فلتة السقيفة» أكبر من الله ورسوله (ص)
وهذا أعظم العجب حيث تحولت السقيفة شرطاً لقبول القرآن والأخبار النبوية، وإلا فلا بد من تأويلها ورَدَّها ومنع لسانها وحدها.
ولنا على هذا المطلب، من مقتل الإمام الحسن عليه السلام طوائف لا حد لها بالشرطين، فمنها ما ضبطه أبو الفرج على المشيخة و«الأصل» من شروط قال:
توفي الحسن بن علي، وسعد بن أبي وقاص في «أيَّام» بعدما مضى من إمارة معاوية عشر سنين، وكانوا يرون أنَّهُ - يعني معاوية - سَقَاهُمَا سما
ثم تتبع على عمير بن اسحاق قال: ( كنت مع الحسن والحسين في الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج فقال : لقد سقيت السم مرارآ وماسقيته مثل هذه المرة ولقد لفظت قطعة من كبدي اي جوفي فجعلت اقلبها بعود معي)
وقد اطبقت الأخبار بطائفة ذياعة على ان الإمام الحسن عليه السلام سقي السم مرارآ فلم يمت، عندها تعين له معاوية اشد السم فتكآ فقتله به
المصدر / موسوعة الأمام الحسن عليه السلام / الشيخ جعفر حسن عتريس / ص ٨