وصل الامام الحسين ( عليه السلام ) بقافلته الى مدينة نَيْنَوى ، وذلك بتاريخ 29 ذو الحجة ، وتبعد نَيْنَوى عن الطف كيلو متر واحد ، وفيها وصل رسول من الكوفة فسلم على الحر بن يزيد ولم يسلم على الامام الحسين ( عليه السلام ) ، وسلم رسالة من عبيد الله ابن زياد الى الحر ، وفيها : (( أما بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي ، فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري؛ والسلام )) ، فلما قرأ الكتاب قال : (( هذا كتاب الامير عبيد الله بن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه وهذا رسوله ، وقد أمره أن لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره )) ، فأجبر قافلة الامام الحسين ( عليه السلام ) بالنزول في ذلك المكان الذي يفتقد الى الماء ولا قرية او مدينة قريبة منه ، فقال زهير بن القين : (( يابن رسول الله، إن قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به ؛ فقال له الامام الحسين ( عليه السلام ) : ما كنت لأبدأهم بالقتال )) ، فمكثوا بمدينة نَيْنَوى حتى اليوم الثاني من محرم . ( أبو مخنف/مقتل الحسين،ص93 ؛ الطبري/تاريخ الأمم والملوك،ج4، ص 308 ) .