العالم الفاضل محمد بن الحسين بن علي الشيباني المعروف (بالأشتاني)، توجه إلى زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) سنة (٢٤٠هـ) ، وروى أبو الفرج، قال: "المتوكل العباسي كان قد وضع المسالح في أطراف ناحية كربلاء، ووضع في متاريسها رجالاً من جنده شاكين السلاح يقتلون كل وارد لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، فعظم ذلك على محبي آل البيت، فتوجه إلى كربلاء في عام (٢٤٠هـ)، العلامة محمد بن الحسين الأشتاني، وكان قد طال عهده بالزيارة، فأقدم على المخاطرة بنفسه والمجازفة بحياته في سبيل زيارة قبر الإمام الحسين علام في كربلاء...
خرج بمعية رجل من العطارين يمكثون في النهار ويسيرون في الليل حتى أتيا نواحي الغاضرية، فمكثا نهارهما فيها، ولما جنّ الليل خرجا واجتازا مسلحتين وكان العسس نياماً، ثم ساروا حتى وصلوا قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان قد خفي عليهما معالم القبر، وذلك لكثرة ما كان مخراً وحرث ما حوله، فجعلا يتحريان جهة القبر، حتى عثرا عليه، فشاهداه وقد قُلع الصندوق الذي كان حوله وأحرق وأجري الماء عليه، وصار كالخندق حول القبر، ولما أتمّا مراسيم الزيارة كرّا راجعين بعد أن نصبا حول القبر علامات شاخصة في عدة مواضع من القبر الشريف".