تعد جريدة الغروب (١٩٣٥- ١٩٣٨م)، أولى الصحف الكربلائية خلال العهد الملكي، صاحبها ومدير تحريرها عباس علوان صالح الخفاجي أحد أبرز رواد الصحافة الكربلائية آنذاك، وصدر العدد الأول منها في ٢٤ تموز ١٩٣٥م، واستمرت بالصدور أسبوعياً ولمدة ثلاث سنوات حتى عام ۱۹۳۸م، ولضمان الاشراف الفعلي على ما تصدره الصحيفة من أخبار؛ أسس السيد عباس علوان في العام الذي صدرت فيه الصحيفة مطبعة خاصة لهذا الغرض.
ومن خلال صفحة (حوادث الأسبوع) المخصصة للمشاكل التي تواجه المدينة، وجهت الصحيفة العديد من المناشدات إلى السلطات المحلية، من بينها المطالبة بهدم المستنقعات كونها تسبب انتشار الحشرات لاسيما البعوض، كما أشارت إلى أجور الماء المرتفعة التي لا تتناسب مع الحالة الاقتصادية للمواطنين، ودعت الى إنشاء صنابير مياه (حنفيات) في الشوارع لانتفاع الفقراء والمعوزين والمارة منها).
كما كان للمرأة حيز واسع من اهتمام الصحيفة، فركزت بعض المقالات على الاهتمام بثقافة المرأة من خلال فتح مراكز محو الأمية في المناطق الريفية، وتوسيع فرص التعليم لتشمل شريحة واسعة من المجتمع الكربلائي.
وتطرقت الصحيفة لبعض المشاكل الاجتماعية التي من الممكن ان تؤثر سلباً على مكانة مدينة كربلاء الدينية، فقد طالبت الأجهزة الأمنية إلى فرض عقوبات قاسية ضد مرتكبي الجرائم بأنواعها المختلفة؛ للحفاظ على أمن واستقرار المدينة.
أما القضايا الدولية فهي الأخرى كان لها نصيب في صحيفة الغروب، حيث تطرقت الجريدة إلى العديد من الأزمات والمشاكل الدولية وتأثيرها على العراق والمنطقة، كما تضمنت المقالات والأخبار معلومات وآراء وأفكار تؤكد على فهم مسارات العلاقات الدولية.
وعليه، يمكن القول إن صحيفة الغروب حملت في ثناياها هموم الناس، وكانت سابقة لعصرها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلم تتوان عن نشر الأخبار التي تخص فساد الموظفين الإداريين وبعناوين بارزة حاولت من خلالها التأثير على أصحاب القرار، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل اهتمت بنشر القضايا التي تتعلق بالجوانب الاجتماعية والأدبية، ولم تختص بالشؤون المحلية وانما اهتمت بالشؤون العراقية والعربية وحتى الدولية، فهي صحيفة جامعة تهتم بالقضايا السياسية والاجتماعية والأدبية والثقافية.
المصدر: الإعلام في كربلاء، إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2022، ص36-43.