02:23 AM | 2019-04-18
2719
أطلق البابليون على المعبد المحصور بين مناطق رستاق، الناحية، ونينوى (الحدود الحالية لمدينة كربلاء)، أسم "كرب أيلا" بمعنى "حرم الله" باللغة الآرامية، فيما أسماه الفرس القدماء بـ "كار - بالا" بمعنى "محل العبادة أو الصلاة".
ولما فتح المسلمون العراق سنة (14هـ / 635م) بقيادة سعد بن أبي وقاص، قام الأخير بإرسال عامله "خالد بن عرفطة" مع فيلق من جيشه فدخل كربلاء عنوةً واتخذها مقراً لجيشه، قبل أن يرحل عنها في وقت لاحق قبيل تشييد مدينة الكوفة سنة (17هـ / 638م)، لتستوطنها بعد ذلك مجموعة من القبائل العربية من بينها تميم وبنو أسد التي امتهنت الزراعة في ضياع هذه المدينة ذات الأراضي الخصبة وعيون المياه المنتشرة في أطرافها (1).
وبقيت المدينة على هذا الحال حتى تشرّفها بدخول سبط رسول الله "ص" وريحانته، الإمام الحسين بن علي "عليهما السلام" مع أنصاره وأهل بيته سنة (61هـ / 680م) واستشهادهم جميعاً على تربتها الزكية، لتتحول بعدها الى قبلةٍ لأحرار العالم ومناراً للدين برغم المسالح "الكمائن" التي نصبها أعداء الإسلام في فترات لاحقة لمنع زائري ضريح سيد الشهداء "ع" من الوصول الى مبتغاهم، واستمرت أعمال الصيانة والتطوير للحائر الشريف في ظل تساقط أعدائه ومناوئيه واحداً بعد الآخر.
المصدر:
(1) مدينة الحسين "عليه السلام" – مختصر تاريخ كربلاء، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص26.