ذكر السيد أحمد هدايتي وهو أحد علماء إيران، والذي زار كربلاء وغيرها من مدن العراق عام 1338 للهجرة الموافق 1920 للميلاد ، ما ترجمته
اليوم هو الثلاثاء الخامس من شهر شوال. وفي كل مكان نضع فيه أقدامنا لا نسمع سوى الحديث عن الحرية والتحرر، والمقاومة للسلطة الأجنبية مصحوباً بالتهيؤ للانقلاب، ويلاحظ في كل مكان آثار التخريب جرّاء الغارات السابقة، وفي الكوفة لاحظنا الكثير من البيوت وهي مهدمة بشكل كامل وقد قُلبت رأساً على عقب، وفي مسجد الكوفة والسهلة آثار القنابل التي ألقتها الطائرات واضحة للعيان، وكذلك في خان شور وفي المسيب وفي كربلاء.
اليوم هو الخامس من شهر شوال، وقد لاحظنا أن مدينة كربلاء مضطربة جداً، فقد حضر مجموعة من ممثلي ورؤساء القبائل وهم في حالة ذهاب وإياب للقاء الميرزا محمد تقي الشيرازي وحاكم المدينة أيضاً كان حاضراً، وبعض المواطنين مهتمين بإعداد المؤونة اللازمة، وجميع المسافرين قد وقعوا في الوحشة والخوف...
اليوم هو الأربعاء السادس من شوال.. ثمانون طائرة إنكليزية جاءت إلى كربلاء، وكانت تحلق في سماء المدينة، خاصة حول المنائر والقبة المطهرة وهي تحوم هناك، وقد تبين لنا بعد ذلك وعند ذهابنا إلى المنزل أنهم ألقوا القبض في تلك الليلة على أربعة عشر شخصاً من الثوار المطالبين بالحرية والاستقلال واقتادوهم إلى السجن. ومن جملتهم ابن (الشيخ الشيرازي)
المصدر: العتبات المقدسة في العراق في رحلات الحج والزيارة الفارسية، إشراف: د. كامل سلمان الجبوري، ج٣، ص٢٤٩-٢٥٠.
بقلم : أحمد مهلهل