ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أنه لم يعتبر الإيمان بديلاً للعلم في أي حال، فلا بدّ للمؤمن -في التوصل إلى المقاصد الصحيحة في هذه الحياة -من التوسل بأسبابها، فإن لم يفعل -تكاسلاً ۔ لم يسعفه إيانه، وإن أخطأ ما ظنه علماً -من غير تقصير -فربما أسعفه الله سبحانه، ولكن في حدود ما تسمح به مقادير الحياة، ولا يكون حاله كحال العالم، فإذا مرض وجب عليه أن يتعالج، وإن لم يفعل بقي مريضاً، وإن ظن ما ليس بعلاج علاجاً خطأ فقد يسعفه الله سبحانه-لا سيما إذا رجاه وأمل فيه -بما تتسع له قواعد الحياة وسننها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص39.