وأوضحت ولاية بغداد في كتابٍ رسمي بتاريخ 4 شباط 1876م أن قرار إلغاء لواء كربلاء عام 1874 أثبت نتائجه السلبية، مشيرةً إلى أنّ الاختلافات الجوهرية بين كربلاء والحلة – دينياً واجتماعياً واقتصادياً – جعلت الإدارة الموحدة غير قابلة للتطبيق، كما وردت شكاوى عديدة من الزائرين إلى كربلاء نتيجة هذا الارتباط الإداري المضطرب.
وبيّن الكتاب أن كربلاء والنجف والهندية تشكل معاً مجموعة دينية وجغرافية واحدة، وأن إدارتها كلواء مستقل كان ضرورةً ملحّة للحفاظ على خصوصيتها الدينية وتنظيم شؤون الزائرين.
وإثر هذه المعطيات، طلبت ولاية بغداد من الحكومة المركزية في إسطنبول إعادة تأسيس لواء كربلاء، مقترحةً تعيين "راشد أفندي"، ناظر الرسومات في الولاية، متصرفاً جديداً نظراً لمعرفته الدقيقة بالمدينة نتيجة عمله السابق فيها.
وبعد عرض الموضوع على وزارة الداخلية العثمانية، صدرت إرادة سلطانية بالموافقة على إعادة تشكيل لواء كربلاء عام 1876، وتعيين "راشد أفندي" متصرفاً عليه، مع تخصيص ميزانية سنوية قدرها (1500) قرش تتحملها ولاية بغداد مباشرة.
وهكذا استعاد لواء كربلاء مكانته الإدارية، في خطوة اعتُبرت آنذاك تصحيحاً ضرورياً لضمان الاستقرار وتنظيم شؤون إحدى أهم الحواضر الدينية في العالم الإسلامي.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، 2017، ج1، ص52-53.