بين دفاتر التاريخ وميدان البحث العلمي، تواصل شعبة الدراسات التخصصية التابعة لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أداء دورها الريادي في توثيق وإحياء ذاكرة مدينة كربلاء، تحت إشراف مباشر من مدير المركز، الأستاذ الحاج عبد الأمير القريشي.
تأسست الشعبة في أوائل شهر شباط 2016م، لتأخذ على عاتقها مهمة تأليف الكتب التخصصية ضمن مشروع موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، إلى جانب أعمال بحثية متنوعة، ومؤتمرات، وندوات، وأساليب ميدانية لجمع المعلومات الحية من قلب المدينة.
وكان من أبرز إنجازات الشعبة، هي مشاركاتها الفاعلة في مؤتمرات كبرى، منها "ملتقى كربلاء الحضاري"، و"مؤتمر علماء كربلاء"، فضلاً عن المؤتمر العلمي الدولي لزيارة الأربعين بمسؤوليات علمية وتنظيمية واسعة.
كما نجح باحثو الشعبة في تأليف كتب رصينة منها "النسخ والنساخون في كربلاء"، و"حمامات كربلاء الشعبية بين الأصالة والتراث"، فضلاً عن "خانات كربلاء التراثية"، و"إحصاءات كربلاء لعام 2018"، وغيرها.
أما الأعمال الميدانية النوعية التي تم تنفيذها مؤخراً فتنوعت بين جولات استقصائية في أحياء كربلاء لجمع معلومات عن الحمامات والخانات التراثية، وإجراء مقابلات مع شخصيات كربلائية معمّرة لتوثيق الذاكرة الشفوية، إلى جانب القيام بزيارات رسمية لمفتشية الآثار، وديوان الوقف الشيعي، ومديريات كربلاء المختلفة.
وفيما يخص الجوانب التحليلية والإحصائية، فقد أعدّت شعبة الدراسات التخصصية، العديد من المخططات البيانية والتقارير التحليلية عن خدمات الزائرين، وأداء الجهات الحكومية، وأعمال المركز، ناهيك عن المشاركة في إعداد استمارات متعلقة بدور النساء في زيارة الأربعين.
ورغم محدودية عدد كوادرها، إلا أن شعبة الدراسات التخصصية تُثبت يوماً بعد آخر أن العمل البحثي لا يُقاس بالعدد بل بالعزيمة والمنهجية، فقد تحوّلت الشعبة إلى أحد أعمدة العمل المعرفي الدؤوب في مركز كربلاء، فأصبحت تسابق الزمن للحفاظ على إرث المدينة المقدسة علمياً وتاريخياً، وكتابة سيرتها العطرة بمداد الجهد والإخلاص.