على الطريق الممتد بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، حيث يتعانق التراب مع خطوات الملايين، جاب فريق مركز كربلاء للدراسات والبحوث هذا المسار المبارك ليوثق مشاهد استثنائية من مسيرة الأربعين الخالدة.
وكان الفريق قد التقط صوراً نابضة بالحياة لزوار جاءوا من كل أنحاء العالم، رجالاً ونساءً وأطفالاً، توحدهم عقيدة الولاء لسبط النبي الأكرم محمد، الإمام الحسين بن علي "صلوات الله عليهم"، وتهديهم قلوبهم نحو كعبة الأحرار ومنارة الثوار.
هذا ولم تقتصر المشاهد على جموع السائرين، بل امتدت لتشمل مواكب الخدمة الحسينية المنتشرة على طول الطريق، حيث لم يدخر القائمون عليها جهداً ولا مالاً في سبيل إكرام ضيوف أبي الأحرار، فكانت الموائد عامرة، والأيدي ممدودة بالعطاء، والأطفال يشاركون في تقديم الماء والابتسامة على حدٍ سواء.
وعند اقتراب المسير من مركز مدينة كربلاء، يزداد المشهد جمالاً وروحانية، إذ تتداخل أصوات الأدعية واللطميات مع مشاعر الفخر والانتماء، لتشكل لوحة إنسانية نادرة تعكس عمق الإرث الحسيني الذي يجمع الإنسانية على مائدة القيم والمبادئ.
يأتي هذا النشاط ضمن الجهود المستمرة لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في حفظ وتوثيق الإرث الثقافي والديني والإنساني لمدينة سيد الشهداء، عبر جمع وتحليل ونشر كل ما يعكس روح القضية الحسينية الخالدة.