اليوم هو العاشر من محرّم – يوم استشهاد الإمام الحسين، يومٌ تدمع فيه العيون.
الإمام الحسين كان إمامًا للعالم كله، اسمه مرادفٌ لأقصى درجات الصبر، كان نصيرًا لا مثيل له للحقّ، للعدالة، وللإنسانية، وكان شخصية عظيمة قاومت الظلم والمؤامرات – شامخة كالسّماء، عميقة كالبحر.
إذا كان في الصدر قلبٌ ينبض، وفي النفس شوقٌ لتحويل هذا العالم القبيح إلى عالم جميل مهما كانت الظروف، ففهم الإمام الحسين، وفهم عزيمته في كسر قيود العبودية، وشهادته السامية، يصبح أمرًا ميسورًا.
من فهمه واحتواه في قلبه، فهو الحُسيني الحقيقي. وما عدا ذلك فهو مجرد مظهر خارجي، تقاليد شكلية.
الحُسيني هو من يتمسك بطريق الحق، والعدالة، والإنسانية. لا يتوقف، لا يتراجع، لا ينحني – بل يواصل المسير مهما كانت العواقب.
الحُسينية فكرٌ، هي الجرأة على تسمية الباطل باطلًا والحق حقًا، هي مقاومة شجاعة للقمع الوحشي، هي روح التضحية.
الحُسينية لا تنحصر في دين، أو طائفة، أو لون، أو عرق، أو جنس.
إنها ليست سمة الجثث السائرة، بل طبع الإنسان الحيّ.