لم تشهد مدينة كربلاء أي تغيير عمراني أبان الحكم العثماني للعراق، ولم يهتم أي من الولاة العثمانيين الذين حكموا العراق طيلة القرون الخمسة من عمر الإمبراطورية العثمانية، إلا في حكم الوالي مدحت باشا سنة (1869م)، الذي اشتهر بولعه بمظاهر الحياة العمرانية والإصلاح العمراني متخذاً من تطوير الحضاري الاوربي سبيلاً لإصلاحاته.
وقد شهدت فترة حكمه إصلاحات عمرانية مهمة في العديد من المدن العراقية، ومن ضمنها مدينة كربلاء التي زارها في سنة (1869م) فأمر بهدم جزءٍ من السور المحيط بها، وتحديث جزئها الجنوبي لكي يفسح المجال أمام جميع الإصلاحات العمرانية في المدينة، وذلكَ لتخفيف حدة الازدحام والكثافة السكانية التي شهدتها المدينة في تلك الفترة.
فأحدث توسيعاً عمرانياً جديداً على الطراز الحديث في التخطيط، إذ اتيحَ للمدينة الخروج من عزلتها داخل السور وسمح لها بالتوسع نحو أجزائها الجنوبية بكل حرية.
وعلى أثر ذلك التوسع العمراني تم إنشاء محلتين جديدتين أضيفت إلى محلات المدينة القديمة هما محلة العباسية الشرقية والعباسية الغربية، إذ أسست على مستوى عالٍ من التخطيط الحديث، ذات الشوارع الواسعة والمستقيمة أكثر تطوراً قياساً الى محلاتها القديمة.
المصدر: موسوعة كربلاء الشاملة، المحور الجغرافي، مركز كربلاء للدراسات البحوث، ج2، ص176- 177.