ليس كل مَن أقام مع الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء كان موفّقاً لبلوغ الفتح، وكان من هذا النوع الضحّاك المشرقي، فإنه اشترط على الإمام في مشاركته معه ضد الجيش الأموي إذا كان قتاله نافعاً، فإذا لم يكن كذلك فيكون في حلٍّ من بيعته، فقبِل منه الإمام الحسين (عليه السلام) ذلك، وفعلاً لما اشتدّ القتال يوم عاشوراء ذكَّرَ الضحاك الإمام بالشرط، وهنا يقول الضحاك: ((لما رأيتُ أَصحاب الحسين قد أصيبوا، وقد خَلُص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبق معه غير سويد بن عَمْرو بن أبي المطاع الخثعمي وبشير ابن عمرو الحضرمي، قلت له: يا بن رسول الله، قد علمتَ ما كان بيني وبينك، قلتُ لك: أُقاتل عنك ما رأيتُ مقاتلاً، فإذا لم أرَ مُقاتلاً فأنا في حِلٍّ من الانصراف، فقلتَ لي: نعم، قال: فقال: صدقتَ...)) ثم أنه قاتلَ بين يَدَي الإمام وقتلَ من جيش العدو عدداً، ولكنه قرّرَ بعد ذلك الانسحاب من المعركة فنجا من القتل.
يُراجع:
تاريخ الرسل والملوك للطبري، ج5، ص418-419، ص445.