بيّنت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر دراسةٍ تفصيلية متخصصة، الدور الذي لعبه الإمام الحسن "عليه السلام" في تاريخ علم الخطابة العربية، والتأثير الذي أحدثه هذا الدور في سياق الأحداث الإسلامية البارزة.
وجاء في الموسوعة أن "الإمام الحسن (عليه السلام) قد استمد موضوعات خطبه ومعانيها من واقع حياته ومن الأحداث التي إرتبط بها، وكانت خطبه لا تخلو من الاستشهاد بالآيات القرآنية وبهذا يقتفي سنة الخطابة الإسلامية المأثورة في الاستهلال بالحمد له والتشهد والصلاة".
وأضاف المحور التاريخي بالموسوعة نقلاً عن كتاب "خطباء المنبر الحسيني" لمؤلفه حيدر المرجاني، أن "خطب الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) كانت توقظ الهمم، وتبعث العزم والنشاط في النفوس وتحثها على الخروج لحرب معاوية كما فعل ذلك من قبل في معركة الجمل".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي بالموسوعة، الى أن "السبط الأكبر كان قد قام خطيباً بين الجماهير يدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله، حيث جاء فيها أن (الحمد لله لا إله غيره، وحده لا شريك له)، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال إن (مما عظم الله عليكم من حقه، وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى، ذكره، ولا يؤدى شكره، ولا يبلغه صفة ولا قول، ونحن إنما غضبنا لله ولكم، فإنه منّ علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه، قولاً يصعد إلى الله فيه الرضا، وتنتشر فيه عارفة الصدق يصدق الله فيه قولنا، ونستوجب فيه المزيد من ربنا، قولاً يزيد ولا يبيد، فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا أشتد أمرهم، واستحكمت عقدتهم".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 14-15.