تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، السرد التأريخي الدقيق لمراحل خروج رسول الإمام الحسين وإبن عمه مسلم بن عقيل "عليهم السلام" الى الكوفة في إطار إعلان الثورة الحسينية الخالدة بوجه الظلم والطغيان الأموي البغيض.
وبيّنت الموسوعة نقلاً عن أحمد بن أعثم الكوفي قوله في كتاب "الفتوح"، إنه بلغ النعمان قدوم مسلم بن عقيل الكوفة، واجتماع الشيعة عليه، والنعمان يومئذ أمير الكوفة فخطب الناس قائلاً: يا أهل الكوفة، اتقوا ربكم ولا تسارعوا الى الفتنة والفرقة، فإن فيها سفكاً للدماء، وذهاب للرجال والأموال، واعلموا أني لن أقاتل إلا من قاتلني، ولا أثب إلا من وثب عليّ، غير أنكم قد أبديتم صفحتكم، ونقضتم بيعتكم، وخالفتم إمامكم، فإن رأيت أنكم رجعتم من ذلك، فوالله الذي لا إله الا هو لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي".
ويضيف المحور التاريخي في الموسوعة، أن "عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي قام فكتب الى يزيد بن معاوية: ان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، وقد بايعه الشيعة للحسين بن علي، وهم خلق كثير، فإن كان لك في الكوفة حاجة، فإبعث اليها رجلاً قوياً ينّفذ فيها أمرك، ويعمل فيها بعملك من عدوك، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف، وهو مضعّف، والسلام".
ويشير قسم التاريخ الإسلامي بالموسوعة، الى أن "عمار بن عقبة بن أبي معيط أتبع بنحو ما كتب عبد الله بن الحضرمي الى يزيد، وكانا عينا يزيد في الكوفة، حسبما ذكر الدينوري في كتابه (الأخبار الطوال)".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 30-31.