ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أمّا الأمن الداخليّ فقد تمّ توفيره فيما بين المسلمين أنفسهم على أساس الاشتراك في الإسلام، حيث جاءت التعاليم الدينيّة باعتبار الإسلام بمثابة وثيقة أخوّة بين المسلمين؛ ممّا يقتضي عدم اعتداء بعضهم على بعض بل حمايته في مقابل الأخطار.
فقد كان غير المسلمين في العصر الأوّل على العموم ينظرون إلى الكيان المسلم بنظرة غاضبة، ويشعرون تجاهه بالكثير من الحساسيّة، كما تعتبر الإسلام ديناً مبتدعاً ووافداً يفترض بذل أي جهد ميسّر لتشكيك أهله به من خلال الأساليب الخطابيّة والإحساسية.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 240.