ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
يزيد مشروعيّة إجراءات الحذر في حال تعرّض مجموعة معيّنة -يمتازون في قوميّة أو عقيدة خاصّة -لتهديد وجوديّ، فإنّ التهديدات التي يمكن أن تتعرّض لها دولةٌ ما على أنواع عديدة...
(الأول): أن يكون أذىً محدوداً من قوى داخليّة أو خارجيّة مجاورة.
(الثاني): أن يكون إزالةً لكيان الدولة الحاكمة من أصلها الساعية في المحافظة على مصالح أهلها.
(الثالث): أن يكون إزالةً لكيان عقائديّ من أصله، بحيث يصفّى هذا الكيان تماماً، ويمنع الإذعان بتلك العقيدة.
(الرابع): أن يكون إزالةً لكيان قوميّ من أصله، بحيث يُستأصل هذا الكيان وينقرض أو يذوب في الكيان الآخر.
ومن المعلوم أنّه كلّما كان التهديد أكبر تكون الإجراءات الحذرة السائغة أوسع بحسب اقتضاء الحياة.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 236.