أورد مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وضمن موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، معلوماتً عن منطقة "شاطئ الفرات" الشهيرة بوصفها إحدى الدلائل على الترابط القديم بين حضارتيّ بابل والكوفة من جهة ومدينة كربلاء المقدسة من جهة أخرى.
وجاء في المحور التاريخي لموسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أنه "ورد لفظيّ (شاطئ الفرات) (شط الفرات) عند الحديث عن كربلاء والمشهد الحسيني الشريف، وقد اشار المسعودي الى مجرى نهر الفرات من منبعه حتى أرض الطفوف"، مستشهداً بما ذكره الدكتور (مصطفى جواد)، بالقول (اما التسمية بشط الفرات وبشاطئ الفرات، فهي عامة لا خاصة، فلا يجب اختصاصها بكربلاء والحائر، وانما سبيلها التحديد الشعري كقول الشاعر: وقد مات عطشاناً بشط فرات، لأن الشاعر لا يستطيع دوماً التعيين الجغرافي المحقق لإلتزامه بالوزن والقافية، وبما ان الإمام الحسين واصحابه قد استشهدوا وهم عطاشى وان الفرات على مقربة منهم وان ابا الفضل العباس قد استشهد على ضفاف شط الفرات، فاصبح هذا الشاطئ على مقربة من الحائر الحسيني، ولهذا إعتاد الزائر على الاغتسال بمياه الفرات، ومن ثم يتوجه لزيارة الإمام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام)".
ويذكر قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة، أنه "وعند زيارة الإمام الصادق (عليه السلام) لأرض كربلاء عام 132هـ، وقف على شاطئ الفرات وقال: (إئت الفرات واغتسل بحيال قربه وتوجه)، وقال إن (الرجل منكم من يغتسل على شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين)".
وأشارت الموسوعة الى أنه "قد ورد لفظ شط الفرات في حديث الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وحدد قبر الإمام الحسين منه، فيما ذكرت المصادر، أحاديث عن آل البيت (عليه السلام)، ونصوصاً أوردها المؤرخون والآثاريون والمحدثون، اشارت الى (شط الفرات، وشاطئ الفرات، وطف الفرات)".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التأريخ الإسلامي، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 46-47.