ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
المنافق - وهو من أظهر الإسلام وأبطن الكفر - محترم الدم والعرض والمال في الإسلام، حتى وإن دلت أفعاله على کيده بالإسلام وكذبه في إظهاره الاعتقاد به. ولقد كان المنافقون في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) شريحة مصونة في مجتمع المدينة الإسلامي على الرغم من أفعالهم الكيدية، وافتراقهم عن المؤمنين في كثير من التصرفات والأفعال، وقد جاء الاحتجاج معهم والسعي لهدايتهم في كثير من آيات القرآن الكريم من غير أن يهدر دمهم في شيء منها، بالرغم من ما علمه سبحانه من نواياهم وظهر من أعمالهم، مثل بناء مسجد ضراراً وتفريقاً بين المسلمين.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص. 154