ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن مقتضى التعاليم الدينية وجوب الدين الحق على جميع الناس، مع أن فرص الناس غير متكافئة في الاطلاع على هذا الدين؛ لأن من الناس من يعيش في بيئة الدين فيسهل عليه الإيمان به، ومنهم من لا يعيش في بيئة الدين فلا يؤمن به.
ولو فرضنا الأمر بالعكس، بأن كان الأول في بيئة غير بيئة دين الحق لم يؤمن بالدين، كما أن الثاني لو كان في بيئة الدين الحق لآمن به. فكيف يحمد الأول على دينه الحق، ويذم الثاني على عدم ديانته بهذا الدين؟
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 123.