إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
على الإنسان العاقل أن ينظر في ما يتعلمه حتى ينتفع بهذه النعمة التي أنعم الله بها عليه انتفاعاً لائقاً بهذه الحياة وما وراءها، فإنه إذا جهل ما ينبغي أن يعلمه من الحقائق الكبرى ولم يفقه مؤشراتها ومسيرة الحياة على وفقها كان أضل من الانعام بالنظر إلى ما متع به من أدوات المعرفة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص186