دعا الحسين عليه السلام براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته وكلّهم يسمعون فقال : «أيّها الناس إسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ عليّ لكم وحتّى أعذر إليكم فإنّ أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فاجمعوا رأيكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون ،إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين »ثمّ حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ عليه وآله السلام فلم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه ، ثمّ قال : «أمّا بعد : فانسبوني وانظروا من أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين المصدّقين لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بما جاء به من عند ربّه ؟أو َليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي ؟ أوَ ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي ؟ أو َلم يبلغكم ما قال رسول اللهّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لي ولأخي، من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لي ولأخي ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟.
اعلام الورى باعلام الهدى ج(1) ص (376)