08:35 AM | 2020-01-02
553
إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
سبق أن جماع الحكمة أن يستحضر الإنسان ما يغيب عنه حتى كأنه حاضر فعلاً فلا يرجح كفة رغبة جامحة على محذور غائب، ولا يهتم بقليل عاجل على حساب كثير آجل، فيزن عقله الأشياء وعواقبها بميزان عادل، لا يستغرق فيها ولا يهمل عواقبها ليرجح كفة ما يحضره - وإن قل - على ما يتعقبه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص211