رأى أعضاء البعثة اليابانية المُنَقِّبة، أنَّ المنسوجات في كهوف الطار تشبه من حيث التصميم المنسوجات المُكتشفة في منطقة الخليج، والمناطق الشرقية من ساحل المتوسط، والجزء الجنوبي من بلاد الأناضول، ومن ضمنها مدينة إنطاكيا. كما يُعتقد أنَّ منسوجات الوبر لها علاقة خاصة مع آسيا الوسطى، وإذا ما قُدِّمت دراسة مقارنة بين منسوجات المنطقة فمن المحتمل التوصّل إلى نتائج مهمة تؤكد العلاقة الحضارية القديمة بين شعوب المنطقة، وعلاقتها بمنطقة كهوف الطار.
إنَّ المنسوجات المُكتشفة من الأنواع المميزة جداً، من حيث تقنية الحياكة، والتصاميم المُتَّبعة في صناعتِها، كما أنها مشابهة لتلك المنسوجات التي كُشِفت في مدينة دورا يورابوس وتدمر وكهف الرسائل Letter Caves وهي المناطق الممتدة على طول مناطق الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
غير أنَّ فوجي وساكاماتو يعتقدان بأنَّ هذه المنسوجات هي من عمل المنطقة القريبة من كهوف الطار، وتم استيراد أصباغها الأرجوانية من مدينة صور Tyrian، أي أنها ليست مستوردة من المناطق التي تتشابه معها، وأنَّ الأصباغ جيءَ بها بواسطة طريق القوافل، الذي يمر بالقرب منها، أي الطرق التي كانت تخترق بادية الشام أو الصحراء الجنوبية الغربية. كما يُعتقد أنَّ هذا النوع من المنسوجات اشتهر في المنطقة الجنوبية الغربية من العراق.
ومن بين المنسوجات التي عُثِرَ عليها في التنقيبات عام 1973، منسوجات صوفية احتوت على صور لنساء، ويمكن ملاحظة عدد من المميزات على صور النساء التي عُثِرَ عليها، منها أنَّ البعضَ متشابهٌ في طريقةِ الحياكة والمظهر، كما وُضِعت الصور داخلَ إطار، ومنها مرتفعة على القماش الذي وُضِعت عليه، وتسريحة الشعر لإحدى الصور تشبه الدوّامة، ومتماثلة على جانِبي الوجه، ويبدو أنَّ هذا تأثُّرٌ بالتقليد اليوناني الروماني.
وفي تنقيبات عام 1984 في الكهف 12 – C تم العثور على منسوجات يبدو أنها تعود إلى العصر الهيللنستي، مثلما هي موجودة في تدمر وحلبية (زنوبيا)، وفيها أساليب عدة لحياكة الأنسجة، منها البسيطة المزدانة بالرسوم والصور، والنسيج القطني المضلَّع ذات الأعمدة، وبعضها ذات تزيينات ملونة ذات الأمواج والورود والأشكال الهندسية مع تدرج الألوان.