تبدو قصيدة (صرخة الإمام المنتظر) للسيد الشهيد الشاعر والمفكر حسن الشيرازي (رضوان الله عليه) تطميناً للقلق الذي رافق أشهر القصائد التي كُتِبت عن الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وهي قصيدة السيد حيدر الحلّي التي يقولُ فيها:
فانْهَضْ فما أبْقى التَحَمُّلُ غيرَ أحشاءٍ جَزوعَةْ
كم ذا القعود ودينُكم هُدِمَتْ قواعده الرَفيعةْ
ليأخذَ السيد الشيرازي مهمة الإجابة وكأنها بلسان الإمام (عجَّلَ اللهُ فرجه) فالقصيدة تطمئن السيد الحلي وتؤمله بأن الفرج قادم مهما طال الانتظار ومهما كان ألمهُ كبيراً فيقول:
سأعودُ فوقَ مناكبِ التيّارِ
وأُلَغِّمُ الأنوارَ بالإعصـــــــــــــارِ
ويلُ الطغاةِ إرادةٌ جبّارةٌ
تطغى على المُتعنّتِ الجبّارِ
أنا للعواصف تستطيل مدى المدى
أنا للقواصف تنتشي بدمارِ
فإلى مَ أكبت آهةً إن أجهشتْ
في الصورِ لاشتعلت بسبع بحارِ
ويقدم في قصيدة (معطيات الظهور) تصورات وإجابات شعرية للكثير من الأسئلة المحيطة بقضية ظهور الإمام بعد غيبته الطويلة وكيف سيكون شكل العالم في حضوره وبأي نوع من السلاح سيواجه قوى التكبر التي تستخدم أحدث التقنيات لمواجهة حضوره الذي سيربكهم ويقضي على آخر أمل لهم، فجاءت أبيات القصيدة قريبة من هذا المنحى:
وأنّ سلاحَــــــــكَ شيءٌ جديدٌ إلى ذلك اليـــــــوم لم يُعملِ
وتلغى القنابلُ والطـــــــائرات بـــــــــــأسلحةٍ بعدُ لم تُعقلِ
فتنهارُ أفئدةُ الظالميــــــــــــن وتهوي الجباهُ على الأرجلِ
عن الأرضِ ترفع ألف حجاب لتكشفَ عن عـــــــالمٍ أجملِ
وفي قصيدته (صاحب الأمر) تأخذ القصيدةُ طابعاً فكريّاً يتعلَّقُ بسعي قوى الشر إلى إدخال المبادئ الغريبة على المجتمعات الإسلامية؛ بهدف تذويب خصوصيتِها، متخذةً من شعار السلامِ قناعاً لتنفيذ مخططاتِها القائمة على الفساد وسفكِ الدماء، فيقولُ:
وَدَهَتْنا مبادئٌ كالأفـــــــــــاعي تنفثُ السُمَّ في صميمِ الدواءِ
صـــــاحبَ الأمرِ قم فأنت الذي يقضي على كل فـاجرٍ غوّاءِ
هتفوا بالسلامِ لكنَّ خَلْفَ اللفظِ لا يطلبونَ غيرَ الدمـــــــــاءِ
المصدر:
-عادل الصويري، الهاجس المهدوي وأسئلة الذات في شعر الشهيد حسن الشيرازي، مقال منشور في شبكة النبأ بتاريخ 9/11/2015
-ديوان الشهيد الشيرازي، ص94-95-98-120-127