يعتبر دفن الموتى في المناطق المقدسة عند الشيعة شيئاً مهماً جداً لما في ذلك من روايات تحث على هذا الفعل، ومن أول المناطق المقدسة التي كانت ومازالت وجهة ً لدفن موتى الشيعة هي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، ومن بين هؤلاء الشيعة هم شيعة إيران.
وعلى الرغم من تأزم العلاقات العثمانية الفارسية لفترات عديدة إلا أن قضية دفن الموتى الإيرانيين في العراق عند المناطق المقدسة بقيت مستمرة رغم المنع وفرض الغرامات الباهضة على الجنائز القادمة من إيران وغيرها من البلدان.
وهذه الوثيقة العائدة لتاريخ 1309هـ في 11 كانون الثاني 1891م، والمقدمة إلى وزارة الخارجية العثمانية من قلم الصدر الأعظم والتي جاء فيها:
"تم ضبط جنازة تعود إلى الإيرانيين قاصدة كربلاء وكانت هذه الجنازة قد دفنت قبل ثلاث سنوات وحصول الموافقة على نقلها وحسب العقد والاتفاق مع الحكومة الإيرانية... فإن الإيرانيين القادمين براً عن طريق كرمنشاه والقادمين بحراً وحسب الاتفاقية المعقودة في مؤتمر باريس الصحي تم إدراج هذه المادة بدخول الأشخاص إلى الدولة العثمانية أو الجنائز والإجراءات المتخذة تجاههم. لذلك تقرر فحص الأشخاص القادمين من إيران عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية وتم إبلاغ كافة الأطباء بذاك. راجين العمل بموجبه.)
المصدر :
كربلاء في الوثائق العثمانية، إصدارات العتبة الحسينية المقدسة، ص 476.