إن هذه الحرف البسيطة والتي أصبحت من الماضي تركت في قلوبنا ذكريات كثيرة حيث يكاد لا يخلو البيت الكربلائي من هذه الحرف وعلى رأسها ( المهفة)، والتي كانت الوسيلة التي يواجه بها المواطن الكربلائي موجات الحرارة في فصل الصيف خصوصاً في حالة ترطيبها.
والمهفة قطعة مربعة الشكل مصنوعة من خوص سعف النخيل تصنعها النساء الريفيات اللاتي برعن بها وتفننَّ بجمال حياكتها وصناعتها وتلوينها وزخرفتها وبعد إتمام عملية حياكتها وزخرفتها يتم حصرها بين شقي (جريدة) سعفة النخيل ثم تربط بالخوص. ويطلق على من تمارس هذه المهنة (سفافة).
واشتهرت كربلاء بصناعة (المهافيف) حيث أن أغلب الوافدين إلى كربلاء المقدسة يقبلون على شراء كمية من (المراوح اليدوية - المهافيف) كهدية للأهل والأقارب. وأشتهرت الكثير من الأماكن في بيع المهافيف فمنها محلات في شارع المخيم ومنها في سوق العرب ومنها في سوق باب السلالمة.
ومن أقدم بائعي المهافيف هو المرحوم الحاج عبد الحسين عبود درويش الجراخ، وإلى الآن أولاده في نفس المحلات يبيعونها في سوق السلالمة، ويذكر ابنه علي أن محالهم تبيع المهافيف لأكثر من مئة عام. وعلى الرغم من انتشار وسائل التهوية الحديثة إلا أن هذه المهنة مستمرة وإن كانت بشكل محدود.